أخرَجَهُ الحارثُ بنُ أبي أُسامة في "مُسنَده"(١١٠٣ - زوائده) قال: حدَّثَنا مُعاويةُ بنُ عَمرٍو، ثنا زائدةُ.
ومُعاويةُ بنُ عَمرٍو هو ابن المُهَلَّبِ، مِن ثقات شُيوخ البُخاريِّ.
وقد خالَفَهُ يحيى بنُ يَمَانَ - وهو سَيِّءُ الحِفظ -، فرَوَاهُ عن زائدة بن قُدامة بهذا الإسناد، غير أنَّهُ قال:"قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنَّ مِن أَولِيَائِي … الخ".
أخرَجَهُ ابنُ أبي الدُّنيا في "الأولياء"(١١) قال: حدَّثَنا أبو هشامٍ - هو الرِّفَاعِيُّ -، ثنا يحيى بنُ يَمَانَ.
ولعلَّ جَعلَ هذا الحديث من كلامِ الله تعالى، وليس مِن كلام النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: مِن سُوء حفظ يحيى بن يَمَان.
فهذا كُلُّه يدلُّ على أن الأصل في هذا الحديث الإرسالُ، وهو المحفُوظُ.
أمَّا قولُه:"تَنبُو عَنهُ أَعيُن النَّاس"، فلَهُ شاهدٌ مِن حديث أبي هُريرَة مرفُوعًا:"رُبَّ أَشعَثَ، أَغبَرَ، ذِي طِمرَينِ، تَنبُو عَنهُ أَعيُنُ النَّاسِ، لَو أَقسَمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ".
أخرَجَهُ الحاكِمُ في "المُستدرَك"(٤/ ٣٢٨)، والطَّحَاوِيُّ في "المُشكِل"(١/ ٢٩٢) مِن طريق إبراهيم بن حمزة، ثنا عبدُ العزيز بنُ أبي حازمٍ، عن كَثيرِ بن زيدٍ، عن المُطَّلِب بن عبد الله، عن أبي هُريرَة مرفُوعًا.
قال الحاكم:"صحيحُ الإسناد".
كذا قال! والإسناد مُنقطِعٌ، فقد قال أبو حاتمٍ:"لَم يُدرِك المُطَّلِبُ أحدًا مِنَ الصَّحابَةِ إلَّا سهلَ بنَ سعدٍ".