فقال:"هذا إسنادٌ مُضطربٌ؛ "أبُو قِلابةَ، عن أبي الشَّعثاءَ": لا يَجيءُ.
وذاك أن الذي يُعرَفُ: أبو الشَّعثاء جابرُ بنُ زيدٍ. وأبُو قِلابة عن جابر ابن زيدٍ يستحيلُ. ويُونُسُ بن شدَّادٍ لا نعرفُهُ".
"قلتُ: فلعلَّ هذا الحديث هو الذي قال مِن أجله ابنُ حِبَّانَ في ابنِ عَثَمةَ: "يُخطِئُ"، وفي الإسناد سعيدُ بنُ بَشيرٍ، وهُو مُنكَر الحديث في قتادةَ خاصَّةً، فينبَغِي تَعصيبُ الجِنايَة به، لا بابنِ عَثَمَةَ، إلا أن يكون توبع سعيدُ بنُ بَشيرٍ، والله أعلم.
وعِلَّةُ هذا الاضطرابِ - أعني: حديث الترجمة - هي مِن سعيد بن بَشيرٍ؛ فإنَّه ضعيف.
وقال ابنُ عَديٍّ: "لا يُعرَف عن أبي الزبير إلا مِن حديث سعيد بن بَشيرٍ عَنهُ، ولا أَظنُّ أنَّه يُعرَف لأبي الزُّبير، عن أنسٍ، غيرُهُ".
"قلتُ: كذا قال ابنُ عَدِيٍّ! وقد رَوَى أبُو الزُّبير عن أنَسٍ غيرَ هذا الحديثِ، كما بيَّنتُهُ في "تنبيهِ الهَاجِد"(٢٧٣٥).
وقد خُولِف سعيدُ بنُ بَشِيرٍ في إسنادِهِ ..
خالَفَهُ الأوزاعِيُّ، فرواهُ عن أبي الزُّبَير، عن سُليمانَ بنِ بَابَى، عن أُمِّ سَلَمَةَ مرفُوعًا:"لا تَصحَبُ الملائكةُ رُفقةً فيها جَرَسٌ". قالت: وسمعتُهُ يقولُ: "لا تَدخُلُ الملائكةُ دارًا فيها كلبٌ".