والوليدُ يُدلِّسُ التَّسويةَ، ولم يُصرِّح لشيخِهِ.
وتابَعَهُ أيضًا أبُو الجَماهِر محُمَّدُ بنُ عُثمانَ التَّنُوخِيُّ - وهو من الأثبات -، فرواه عن سعيدِ بنِ بشيرٍ بهذا، بلفظ:"لا تَقرَبُ الملائِكةُ رُفقةً فيها جَرَسٌ ولا جِلدُ نَمِرٍ".
أخرَجَهُ ابنُ المُنذِرِ في "الأوسط"(٢/ ٢٩٩).
وذِكرُ:"جِلد النَّمِر" فيه مُنكَرٌ. لكنَّ هذا الوجه هو المَحفُوظُ، وهو الذي تُوبع عليه سعيدُ بنُ بَشيرٍ على إسنادِهِ دون متنِهِ، كما يأتي إن شاء الله.
وخُلاصَةُ القول أنَّ روايَةَ محُمَّدِ بنِ خالِدِ بنِ عَثَمَةَ أولَى من رواية محُمَّد ابن بكَّارٍ الذي جَعَل الحديثَ من مُسنَدِ أنَسٍ.
وابنُ عَثَمَةَ لا بأس به، كما قال أحمدُ وأبُو زُرعةَ.
وابنُ أبي حاتِمٍ في "العِلل"(٨٣٩)، وأبُو نُعَيمٍ في "معرفة الصَّحابة"(٦٦٦٩) عن محُمَّد بن بشَّارٍ، قالا: ثنا محُمَّد بن خالدِ بن عَثَمَةَ، حدَّثني سعيدُ بنُ بشِيرٍ، عن قَتادَةَ، عن أبي قِلابَةَ، عن أبي الشَّعثاءَ، عن يُونُس ابنِ شدَّادٍ، أنَّ رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن صَوم أيَّام التَّشريق.
قال البزَّارُ:"لا نَعلَمُ أسنَدَ يُونُسُ بنُ شدَّادٍ إلَّا هذا، ولا نَعلَمُ له إسنادًا إلَّا هذا، ولَم يُتابَع محُمَّدُ بنُ خالِدٍ عليه".
وسُئِل أبُو حاتِمٍ - كما في "علل ولده"(٨٣٩) - عن هذا الحديثِ،