والصَّواب أنَّه ضعيفٌ جِدًّا؛ ومَسلَمَةُ بنُ عليٍّ هُوَ الخُشَنِيُّ، قال أبو حاتمٍ:"هُو في حَدِّ التَّرك"، وقد تَرَكَهُ النَّسائِيُّ والدَّارَقُطنِيُّ والبَرقَانِيُّ. وقال أبو أحمد الحاكمُ:"ذاهبُ الحديث". وقال ابنُ عَديٍّ:"جميع أحاديثه غيرُ محفوظةٍ"، والكلام فيه مشهور.
ثمَّ إنَّني لا أدري أسقط ذِكرُ:"عُروة" من الإسناد أم لا.
وقد وَجَدتُ له طريقًا آخرَ.
أخرَجَهُ ابن عساكر في "تاريخه" - كما في "ابن كثير"(٤/ ٦٥) - مِن طريق أبي أحمد الحاكم، عن البَاغِندِيِّ، عن هِشام بن عَمَّارٍ، حدَّثَنا عبدُ الرَّحمن بنُ أبي الجَونِ، عن مُؤَذِّنٍ لعُمَرَ بنِ عبد العزيز، عن مُسلِم ابن يَسَارٍ، عن عائشة مثله.
وسَنَدُه ضعيفٌ؛ وهشامُ بنُ عَمَّارٍ تكلَّم النُّقَّاد في حِفظِه.
وابن أبي الجونِ قال أبو حاتم - كما في "الجرح والتَّعديل"(٢/ ٢/ ٢٤٠) -: "يُكتَبُ حديثه ولا يحتَج به"، وضعّفه أبو داوُد كما في "الميزان"(٢/ ٥٦٨)، ووَثَّقَهُ دُحَيمٌ، ومَشَّاه ابنُ عَديٍّ.
ومُؤَذِّنُ عُمَر بن عبد العزيز مجَهُولٌ. والله أعلم.
وخُلاصة البحث: أنَّ الحديث ضعيفٌ، ولو كان شيخُ ابنِ السُّنِّيِّ في الطَّريق الأوَّل ثقةً، أو تُوبع من مِثلِه أو قريبٍ منه، لَصَحَّ الحديثُ.