يُتعقَّب في هذا. ومُشكلة مُدلِّس التَّسوية العنعنةُ لشيخِه؛ لأنَّه يُسقِطُ شيخَ شَيخِه. فحتَّى نقبل عنعنة بقيَّةَ لابُدَّ أن يُصرِّح بالتَّحديث من يُونُسَ عن الزُّهرِيِّ، ومن الزُّهرِيِّ عن أبي سَلَمة، ولا يَكتَفِي بأن يقول:"حدَّثنا يُونُس". هذا معنَى كلام الحافظِ. "عنعن لشيخِه".
ومع قول الحافظ هذا، فقد قال في "بُلوغ المَرام"(٤٧٨): "إسنادُهُ صحيحٌ، لكن قوَّى أبُو حاتِمٍ إرسالَهُ". فهل نسي ما قالَهُ في "التَّلخيص"؟
وقد خُولِف بقيَّةُ فيه ..
خالَفَهُ سُليمانُ بنُ بلالٍ، فرواه عن يُونُسَ، عن الزُّهرِيِّ، عن سالِمٍ مُرسلًا، بلفظ:"مَن أدرك ركعةً من صلاةٍ من الصَّلوات فقد أدرَكهَا، إلَّا أن يقضي ما فاتَهُ".
أخرَجَهُ النَّسائِيُّ في "الكُبرَى"(١٥٤١/ ٦)، وفي "المُجتبَى"(١/ ٢٧٥) قال: أخبَرَنا محُمَّدُ بنُ إسماعِيل التِّرمِذِيُّ، حدَّثنا أيُّوبُ بنُ سُليمانَ، قال: حدَّثنا أبُو بكرٍ، عن سُليمانَ بنِ بلالٍ بهذا.
وهذا مُرسَلٌ صحيحُ الإسناد، وهو أصحُّ مِن روايَة بقيَّة.
وأبُو بكرٍ هذا اسمُهُ: عبد الحميدُ بنُ عبد الله بنِ أُوَيسٍ، أحدُ الثِّقات.
فهذا هو الصَّحيحُ في روايَة الزُّهرِيِّ، عن سالِمٍ.
والمَحفُوظُ من رواية يُونُسَ بنِ يزيدَ، أنَّه يرويه عن الزُّهرِيِّ، عن أبي سَلَمَة، عن أبي هُريرَة. والحمدُ لله تعالَى.
وروَاهُ يحيَى بنُ سعيدٍ الأنصاريُّ، عن الزُّهرِيِّ، عن سالِمٍ، عن أبيه مرفُوعًا.