ب. أَنَّهُما نقلَاه من " مُسنَد بُريدة " إلى " مُسنَد ابن مَسعُودٍ " ..
وهُمَا يترَجَحَّان عليه، لاسِيَّما وقد قال الدَّارَقُطنيُّ في سعيد بن عُبيد الله:" ليس بالقويِّ، يُحدِّث بأحاديثَ، يُسنِدُها، ويُوقِفُها غيرُه "، وهذا الحديثُ مثالٌ لذلك.
وقد أخرَجَهُ ابنُ أبي شَيبة (١/ ١٢٤)، وابنُ المُنذِر في " الأوسط "(ج ١/ رقم ٢٨٠) مِن طريق عَاصِم بن أبي النَّجُود، عن المُسيَّب بن رافعٍ، عن ابن مَسعُودٍ، قال:" من الجفاء أن يَبُول قائمًا ".
ورجالُه ثقاتٌ، غيرَ أنَّهُ مُنقَطِع، بين المُسيَّب بنِ رافعٍ، وابن مَسعُودٍ، كما صرَّح بذلك أبو حاتمٍ، وأبو زُرعة الرَّازِيان.
الوجه الثَّالث: أنَّ كَهْمَسَ بنَ الحسن رواه عن ابن بُريدة مِن قولِه، ولم يَذكُر ابنَ مسعُودٍ.
أخرجه ابنُ أبي شيبة (١/ ١٢٤) حدَّثَنَا وكيعٌ، عن كَهْمَسٍ.
وسَنَدُه صحيحٌ.
فالصَّوَابُ في الحديث الوَقفُ، وأنَّه ليس بمرفُوعٍ.