للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

• قلتُ: وقد مرَّ وجهان لهذا الاضطراب:

الأوَّلُ: أنَّ سعيدَ بنَ عُبيدِ الله رَفَعَه.

الثَّاني: أنَّ قتادةَ، والجُرَيرِيَّ - واسمُه: سَعِيدُ بنُ إياسٍ - خالَفَاه في موضِعَين:

أ. أنَّهُما أوقَفَاه ..

ب. أَنَّهُما نقلَاه من " مُسنَد بُريدة " إلى " مُسنَد ابن مَسعُودٍ " ..

وهُمَا يترَجَحَّان عليه، لاسِيَّما وقد قال الدَّارَقُطنيُّ في سعيد بن عُبيد الله: " ليس بالقويِّ، يُحدِّث بأحاديثَ، يُسنِدُها، ويُوقِفُها غيرُه "، وهذا الحديثُ مثالٌ لذلك.

وقد أخرَجَهُ ابنُ أبي شَيبة (١/ ١٢٤)، وابنُ المُنذِر في " الأوسط " (ج ١/ رقم ٢٨٠) مِن طريق عَاصِم بن أبي النَّجُود، عن المُسيَّب بن رافعٍ، عن ابن مَسعُودٍ، قال: " من الجفاء أن يَبُول قائمًا ".

ورجالُه ثقاتٌ، غيرَ أنَّهُ مُنقَطِع، بين المُسيَّب بنِ رافعٍ، وابن مَسعُودٍ، كما صرَّح بذلك أبو حاتمٍ، وأبو زُرعة الرَّازِيان.

الوجه الثَّالث: أنَّ كَهْمَسَ بنَ الحسن رواه عن ابن بُريدة مِن قولِه، ولم يَذكُر ابنَ مسعُودٍ.

أخرجه ابنُ أبي شيبة (١/ ١٢٤) حدَّثَنَا وكيعٌ، عن كَهْمَسٍ.

وسَنَدُه صحيحٌ.

فالصَّوَابُ في الحديث الوَقفُ، وأنَّه ليس بمرفُوعٍ.

واللهُ أعلَمُ.