أمَّا البدرُ العينيُّ - رحمه الله -، فجَرَى على ظاهِر السَّنَد، وخَفِيَت عليه العِلَّةُ الحقيقيَّة.
قال المُبَارَكفُورِيُّ في " تُحفة الأحوذيِّ "(١/ ٦٨)، يَرَدُّ عَلَى البدر العينيِّ:" التِّرمذيُّ مِن أئِمَّة هذا الشَّأن، فقولُه: " حديثُ بُريدةَ غيرُ محفُوظٍ " يُعتمَدُ عليه، وأمَّا إِخراجُ البَزَّارِ حديثَه بسَنَدٍ ظاهرِهُ الصِّحَّة فلا يُنافِي كونَه غيرَ محفوظٍ " ا. هـ.
أمَّا عِلَّة الحديث، فهي المُخالَفة.
فقد خُولِف سعيدُ بن عُبيد الله فيه ..
فقد خالَفَهُ قتادةُ، فرواه عن ابن بُريدة، عن ابن مَسعُودٍ، أنَّهُ كان يقولُ:" أربَعٌ مِنَ الجفاء: أن يَبُول الرَّجُل قائمًا، وصلاةُ الرَّجُل والنَّاسُ يَمُرُّون بين يدَيهِ وليس بين يديه شيءٌ يستُرُه، ومَسحُ الرَّجُل التُّراب عن وجهِهِ وهو في صلاتِهِ، وأن يَسمَعَ المُؤذِّنَ فلا يجيبُه في قولِه ".
أخرجه ابنُ المُنذِر في " الأوسط "(ج ١/ رقم ٢٨١) بالفَقرة الأُولى، والبيهقيُّ (٢/ ٢٨٥)، وقال:" وكذلك رواه الجُرَيرِيُّ، عن ابن بُريدة، عن ابن مسعُودٍ ".
وطريق الجُرَيرِيِّ هذا:
أخرَجَهُ البُخاريُّ في "الكبير "، وقال:" قال نَصرٌ: حدَّثَنا عبد الأعلى، عن الجُرَيرِيِّ، عن ابن بُريدة، عن ابن مَسعُودٍ، نحوَه " ا. هـ.
ونَقَلَ البيهقيُّ عن البُخاريِّ أنَّه قال:" هذا حديثٌ مُنكَرٌ، يَضطرِبُون فيه ".