قال العراقيُّ:"هذا حديثٌ حسنٌ، أخرَجَهُ هكذا أبُو بكرٍ البزَّارُ في "مُسنَده"، وليس في إسناده من اتُّهم بالكذب. وقد رُوي من وجهين آخَرين: المرسلِ الصَّحيحِ الإسناد، والمُتَّصِلِ المتقدِّمِ، فصار ذا طُرُقٍ، فاعتَضَدَ".
• قلتُ: أبعَدَ النُّجْعَةَ رَحِمَهُ اللهُ، فإنَّه لم يَقُل لنا مَن عبدُ الرَّحمن بنُ عياضٍ، ومن عمُّهُ عُتَيبةُ الواقعان في هذا الإسناد، فإنِّي لم أجد لهما ترجَمةً. وأشار تلميذُهُ الهَيثميُّ إلى هذا، فقال في "المَجمَع"(١٠/ ٣٠): "فيه مَن لم أعرفه".
وعبدُ الملِك بنُ يحيَى أَظُنُّه المُترجَمَ في "الجرح والتَّعديل"(٢/ ٢/ ٣٧٥) وقال: "رَوَى عن عُروةَ بن الزُّبير. رَوَى عَنهُ الوليدُ بنُ مُسلِم".
فهذا أيضًا لا أعرف من حاله شيئًا، فالسَّنَدُ واهٍ.
أمَّا الحديثُ الموصولُ الذي عَناهُ العراقِيُّ، فهو الآتي عن المُغيرةَ بن شُعبةَ، وسيأتي الكلامُ عنه.
وأمَّا المُرسَلُ الذي عناه، فقد أخرَجَه هو في "مَحَجَّة القُرَب"(١٢٨) من طريق عبدِ الله بن صالحٍ كاتب اللَّيث، حدَّثني إبراهيمُ بنُ سعدٍ، عن صالحِ بن كَيسانَ، عن ابن شهابٍ، قال: بَلَغنِي أن رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ذُكِرَ له رجلٌ من ثقيفٍ مات يوم حُنينٍ وهو كافرٌ، فقال:"أبعَدَهُ اللهُ! إنَّه كان يُبغضُ قريشًا".
وقد تُوبِع صالحُ بنُ كَيسَانَ.
تابَعَهُ مَعمرُ بنُ راشدٍ، فرواه عن الزُّهريِّ، أن رجُلًا من ثقيفٍ قُتل يوم أُحُدٍ، فقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - … فذَكَره.