ابنُ أبي حاتِمٍ في "الجَرح والتَّعديل"(٢/ ٢/ ٥٢) قال: "عبدُ الله بن رباحٍ، أبُو رباحٍ القُرَشِيُّ الكُوفيُّ. روَى عن: أبي عمرٍو الشَّيبَانِيِّ، ورِياحِ ابنِ الحارث. رَوَى عنه: مِسعَرٌ، والثَّورِيُّ"، ولم يَذكُر فيه شيئًا.
ورأيتُهُ في "التَّاريخ الكبير"(٣/ ١/ ٨٥) للبُخارِيِّ، وقال:"كنَّاهُ مُحمَّدُ بنُ يُوسُف، عن سُفيان، عن أبي رباحٍ، عن أبي عمرٍو".
وذَكَرهُ ابنُ حِبَّان في "الثِّقات"(٧/ ٣٤).
ويُؤيِّدُ هذا، أنَّ البُوصِيرِيَّ في "إتحاف الخِيَرَة"(٢٨٦٢) نقل عن "مُسنَد إسحاقَ بنِ راهَوَيه"، قال: أنبأنا يحيَى بنُ آدمَ، حدَّثَنا سُفيانُ، عن أبي رَباحٍ -وهو عبدُ الله بنُ رباحٍ-، عن أبي عمرٍو الشَّيبانِيِّ ....
فهذا يدُلُّ على أنَّ أبا رباحٍ الذي رَوَى عن سعيد بنِ المُسيَّب، هو عبدُ الله بنُ رباحٍ. ولم يُوثِّقه إلَّا ابنُ حِبَّان كما رأيتَ. واللهُ أعلمُ.
وقد وجدتُ لأَثَر سعيدِ بنِ المُسيَّب هذا إسناداً آخرَ.
أخرَجَهُ الخطيبُ في "الفقيه والمُتفقِّه"(٣٨٧) من طريق أبي الأصبع القَرْقَسَانِيِّ، قال: نا مَخلَدُ بنُ مالكٍ الحَرَّانِيِّ، نا عطَّافُ بنُ خالدٍ، عن عبدِ الرَّحمن بنِ حَرمَلَة، أنَّ سعيد بن المُسيَّب نظر إلى رجُلٍ صلَّى بعد النِّداء مِن صلاة الصُّبح، فأكثر الصَّلاةَ، فَحَصَبَهُ، ثُمَّ قال:"إذا لم يكُن أحدُكُم يعلمُ، فليسأل. إنَّه لا صلاةَ بعد النِّداء إلَّا ركعتين"، -قال:- فانصَرَفَ، فقال:"يا أبا مُحمَّدٍ! أتَخشَى أن يُعذِّبَنِي اللهُ بكثرة الصَّلاة؟! "، قال:"بل أخشَى أن يُعذِّبك بتركِ السُّنَّة".
وإسنادُهُ حَسَنٌ. ورجالُهُ رجالُ "التَّهذيب"، حاشا أبا الأصبع،