للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل

فلما كان المجلس الثاني: يوم الجمعة [بعد صلاة الجمعة] (١) في اثني عشر رجب، [وكان يوماً عظيماً مشهوداً، بين فيه للحاضرين من البحث والنقل أمر عظيم] (٢)، وقد أحضروا أكثر (٣) شيوخهم ممن لم يكن حاضراً ذلك المجلس، وأحضروا معهم زيادة صفي الدين الهندي (٤)، وقالوا: هذا أفضل الجماعة وشيخهم في علم الكلام، [وعليه اشتغل الناس في هذا الفن، واتفقوا على أنه يتكلم مع الشيخ وحده فإذا فرغ تكلم واحد بعد واحد] (٥). وبحثوا فيما بينهم (٦)، واتفقوا وتواطئوا، وحضروا بقوة واستعداد غير ما كانوا عليه؛ لأن المجلس


(١) رسالة عبد الله بن تيمية لأخيه زين الدين عن حاصل المناظرة في الواسطية، ضمن مجموع الفتاوى (٣/ ٢٠٤). والعقود الدرية (ص:٢٩٠).
(٢) رسالة عبد الله بن تيمية لأخيه زين الدين عن حاصل المناظرة في الواسطية، ضمن مجموع الفتاوى (٣/ ٢٠٤).
(٣) في العقود الدرية (أكبر) (ص:٢٩٠).
(٤) هو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن محمد الأرموي، صفي الدين الهندي: فقيه أصولي، كان من أعلم الناس بمذهب الأشعري، له مصنفات منها: زبد الكلام في علم الكلام، ونهاية الأصول في أصول الفقه وغيرها، (ت: ٧١٥ هـ). انظر: طبقات الشافعية الكبرى (٩/ ١٦٢)، الدرر الكامنة (٤/ ١٤)، الوافي بالوفيات (٣/ ٢٣٩).
(٥) رسالة عبد الله بن تيمية ضمن مجموع الفتاوى (٣/ ٢٠٤). قال ابن كثير -رحمه الله- في حكايته للمناظرة: «وحضر الشَّيخ صفي الدين الهندي، وتكلم مع الشَّيخ تقي الدين كلامًا كثيرًا، ولكن ساقيته لاطمت بحرًا!! ثمَّ اصطلحوا على أَن يكون الشَّيخ كمال الدين ابن الزَّمْلَكاني هو الَّذي يحاققه من غير مسامحة، فتناظرا في ذلك، وشكر الناسُ من فضائل الشَّيخ كمال الدين ابن الزَّمْلَكاني وجودة ذهنه وحسن بحثه حيث قاوم ابن تَيْمِيَّة في البحث، وتكلم معه». البداية والنهاية (٤/ ٤٢). وانظر: ذيل مرآة الزمان ضمن تكملة الجامع لسيرة الشيخ (ص:١٩).
(٦) قال عبد الله بن تيمية: «وقد كانوا بحثوا في تلك الأيام بالفصوص وطالعوه، واتفقوا على أنهم لا يبقوا ممكنا» [رسالة عبد الله بن تيمية لأخيه زين الدين عن حاصل المناظرة في الواسطية، ضمن مجموع الفتاوى (٣/ ٢٠٤)].

<<  <   >  >>