للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فقلت: المعنى واحدٌ، مع أن في الحديث أيضًا «فوق السماوات» (١) (٢)، وقالوا أيضاً: نقول: {الرحمن على العرش استوى} ولا نقول الله على العرش استوى، ولا نقول مستو. وأعادوا هذا المعنى مرارًا، أي أن اللفظ الذي ورد يقال اللفظ بعينه، ولا يبدل بلفظ يرادفه ولا يفهم له معنى أصلا، ولا يقال: إنه يدل على صفة لله أصلاً. ونبسط الكلام في هذا في المجلس الثاني كما سنذكره -إن شاء الله تعالى-.

السؤال الثالث (٣): قالوا: التشبيه بالقمر فيه تشبيه كون الله في السماء بكون القمر في السماء؟

السؤال الرابع (٤): قالوا: قولك "حق على حقيقته" الحقيقة هي المعنى اللغوي، ولا يفهم من الحقيقة اللغوية إلا استواء الأجسام وفوقيتها، ولم تضع العرب ذلك إلا لها، فإثبات الحقيقة

هو محض التجسيم، ونفي التجسيم مع هذا تناقض أو مصانعة؟ (٥)


(١) رواه الحاكم (٢٥٧٠) وصححه الذهبي والألباني السلسلة الصحيحة (٢٧٤٥).
(٢) حكاية المناظرة في الواسطية ضمن جامع المسائل (٨/ ١٨٧).
(٣) في العقود الدرية (السؤال الثاني) (ص: ٢٨٦).
(٤) في العقود الدرية (السؤال الرابع) (ص: ٢٨٦).
(٥) قال في حكاية المناظرة في الواسطية ضمن جامع المسائل (٨/ ١٩٠ - ١٩٢): «وقيل: لفظ العلو والفوقية لا يُفهم منه إلّا الفوقية المختصة بالمخلوق، كفوقية السلطان على السرير؟
فقلتُ: بل لفظ العلو والفوقية كلفظ الحياة والعلم والسمع والبصر ونحو ذلك من الصفات؛ فإنه وإن وُصِفَ الله بها ووُصِف بها العبد وهي على ظاهرها وحقيقتها في الموضعين، فالمفهوم منها في حق الله تعالى ليس هو ما يختصُّ به المخلوق.
فقيل: العلو من الأمور الإضافية بخلاف السمع والبصر ونحوهما.
فقلت: إذا كان الاشتراك في الصفة الثبوتية كالحياة أو في الصفة الثبوتية الإضافية كالسمع والبصر لا يقتضي تشبيهًا ونقصًا، فالاشتراك في الإضافة المحضة أولى أن لا يقتضي تشبيهًا ونقصًا، فإن الاشتراك في الصفات الثبوتية أولى بالمشابهة من الصفات الإضافية.
وقيل: إن ........ تعالى ذلك هل هو معلوم أو غير معلوم؟ =

<<  <   >  >>