للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المروذي (١)، من كلام الإمام أحمد وكلام أئمة زمانه وسائر أصحابه [في] (٢) أن من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع (٣). قلت: وهذا هو الذي نقله الأشعري (٤) في كتاب المقالات عن أهل السنة وأصحاب الحديث وقال: إنه يقول به (٥). قلت: فكيف بمن يقول: لفظي قديم؟! فكيف بمن يقول: صوتي غير مخلوق؟! فكيف بمن يقول: صوتي قديم؟! ونصوص الإمام أحمد في الفرق بين تكلم الله بصوت وبين صوت العبد كما نقله البخاري صاحب الصحيح في كتاب خلق أفعال العباد وغيره من أئمة السنة (٦). وأحضرت جواب مسألة كنت سُئلت عنها قديماً [من نحو اثني عشر سنة] (٧)، فيمن "حلف بالطلاق في مسألة الحرف والصوت ومسألة الظاهر في العرش" (٨)، فذكرت من الجواب


(١) هو أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج بن عبد العزيز المروذي، شيخ بغداد، وأجل أصحاب الإمام أحمد، وممن يأنس به، روى عنه مسائل كثيرة، (ت: ٢٧٥ هـ). انظر: طبقات الحنابلة (١/ ٥٦)، تذكرة الحفاظ (٢/ ٦٣١).
(٢) زيادة من العقود الدرية (٢٨٣).
(٣) انظر: السنة لأبي بكر الخلال (٣ - ٦٣ - ١١٧)، السنة لعبد الله بن أحمد (١/ ١٦٣ - ١٦٤، ١٧٣)، مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود (ص:٣٦٣)، مناقب الإمام أحمد (٢٠٧ - ٢١٤).
(٤) هو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سالم بن إسماعيل الأشعري، إليه ينتسب الأشاعرة، وقد مر بأطوار: حتى انتهى بطورٍ نَهجَ فيه منهج السلف مع بقاء بقايا من لوثة المتكلمين، له مؤلفات منها: مقالات الإسلاميين، الإبانة، وغيرها، (ت: ٢٣٤ هـ). انظر: السير (١٥/ ٨٥)، شذرات الذهب (٢/ ٣٠٣).
(٥) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري (ص:٢٩٢).
(٦) انظر: خلق أفعال العباد (ص:٦٢).
(٧) رسالة عبد الله بن تيمية لأخيه زين الدين عن حاصل المناظرة في الواسطية، ضمن مجموع الفتاوى (٣/ ٢٠٦).
(٨) انظر الرسالة المشار إليها في مجموع الفتاوى (٣٣/ ١٦٩ - ١٨٧). وانظر فتوى أخرى له في ذلك: (١٢/ ٥٧٩ - ٥٩٨).

<<  <   >  >>