٣- تذكر أن الإخلاص لله عز وجل- في التوبة النصوح، والعمل الصالح واجب، وأن العبد إذا لجأ إلى ربه بإخلاص وصدق وفَّقه الله وأعانه وصرف عنه السوء والفحشاء، قال سبحانه عن يوسف عليه السلام:(كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)[سورة يوسف: ٢٤] . فأخبر سبحانه أنه صرف عن يوسف السوء من العشق والفحشاء من الفعل؛ بإخلاصه، فإن القلب إذا أُخلص وأَخلص عمله لله لم يتمكن منه عشق الصور، فإنه إنما يتمكن من القلب الفارغ.
٤- لابد من توطين النفس على الصبر فالصبر خصلة محمودة، وسجية مطلوبة، وعواقبه جميلة، وآثاره حميدة، وهو علاج ناجع، ودواء نافع، وأكثر الناس له حاجة من يتعرض لفتن الشهوات خاصة فهو أحوج الناس إليه، فلابد من التذرع به، وأن تتكلفه وتوطن النفس عليه وتتجرع مرارته في بداية الأمر لتذوق حلاوته في النهاية، ومن ثم يصبح لك سجية وعادة. وفي صحيح البخاري (١٤٦٩) ومسلم (١٠٥٣) عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنْ الصَّبْرِ".
٥- املأ قلبك بمحبة الله عز وجل، من خلال تذكر نعمه عليك، وستره لك على ما فعلت، ومع ذلك يقبلك إذا عدت إليه، ويحبك ويقربك، ولا يخفى عليك أن في القلب فقرًا ذاتيًّا، وجوعًا، وشعثًا، وتفرقًا لا يلمه ولا يسده إلا محبة الله والتوجه إليه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله:(فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يلتذ ولا يسر ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه، ومن حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة) .
فإذا خلا القلب من محبة الله تناوشته الأخطار، وتسلطت عليه سائر المحبوبات، فشتتته وفرقته وذهبت به كل مذهب.
٦- حافظ على الصلاة مع جماعة المسلمين، فإن الله يقول:(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ واللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون)[العنكبوت: ٤٥] . فكم في ترداد المسلم إلى المسجد من تزكية لنفسه وصلاح لقلبه.
٧- احرص على غض البصر ما استطعت إلى ذلك سبيلًا؛ فمن غض بصره أطاع ربه وأراح قلبه، وسلِم من تبعات إطلاق البصر، ونجا من التعلق بحب الصور التي يراها، وقد قيل:(إن حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات) .
٨- لابد من البعد عن المثيرات التي تحرك كوامن الشهوة، وتدعو إلى فعلها من الاختلاط بالنساء، ومشاهدة الأفلام، وسماع الأغاني، ولابد من قطع صلتك بما يذكرك بالفاحشة.
٩- اشتغل بما ينفعك وتجنب الوحدة والفراغ ما استطعت.
١٠- أكثر من الدعاء والابتهال إلى الله بأن يصرفك عن السوء والفحشاء، وأن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك، فإنه على كل شيء قدير.
١١- احرص على الصحبة الصالحة فإنها مفتاح كل خير، وتجنب صحبة الأشرار فإنها مفتاح كل شر وبلاء.