للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني المثنَّى، قال: ثنا سويدُ بنُ نصرٍ، قال: أخبرنا ابنُ المبارك، عن سليمانَ المغيرةِ، قال: أخبرنا ثابتٌ، عن عبد الرحمنِ بنِ أبي ليلى في قولِه: ﴿وَزِيَادَةٌ﴾. قال: قيل له: أرأيتَ قولَه: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾. قال: إن أهلَ الجنةِ إذا دخَلوا الجنةَ، فأُعطوا فيها ما أُعْطوا مِن الكرامةِ والنعيمِ. قال: نُودوا: يا أهلَ الجنةِ، إن الله قد وعَدكم الزيادةَ. فيتَجلَّى لهم. قال ابنُ أبي ليلى: فما ظَنُّك بهم. حينَ ثَقُلَت مَوازينهم، وحينَ صارت الصحفُ في أيمانِهم، وحينَ جازوا جسرَ جهنمَ ودخَلوا الجنةَ، وأُعْطُوا فيها ما أُعْطُوا مِن الكرامة والنعيمِ؟ كلُّ ذلك لم يكن شيئًا فيما رأوا (١).

قال: ثنا ابن المبارك، عن مَعْمَرٍ، وسليمان بن المغيرةِ، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾. قال: النظرُ إِلى وَجْهِ ربِّهم (٢).

قال: ثنا الحجَّاجُ، ومُعَلَّى بن أسد، قالا: ثنا حَمَّادُ بنُ زِيدٍ، عن ثابتٍ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: إذا دخل أهل الجنة الجنةَ، قال لهم: إنه قد بقى من حَقِّكم شيء لم تُعْطَوْه. قال: فيَتَجَلَّى لهم، . قال: فيَصْغُرُ عندَهم كلُّ شيءٍ أَعْطُوه. قال: ثم قال: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾. قال: الحسنى: الجنةُ، والزيادةُ: النظرُ إلى وَجْهِ ربِّهم، ﴿وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ﴾ بعدَ ذلك (٣).


= في السنة (٤٤٥) من طريق حماد بن زيد به.
(١) أخرجه ابن خزيمة في التوحيد ص ١٢٠ من طريق سليمان بن المغيرة به.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٩٦، ومن طريقه ابن خزيمة في التوحيد ص ١١٩ عن معمر به.
(٣) أخرجه ابن خزيمة في التوحيد ص ١١٩ من طريق حماد بن زيد به.