للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولُ (١) اليهودُ: فعَل اللهُ بنا (٢) كذا وكذا مِن الكرامةِ، حتى أَنْزَل علينا المنَّ والسَّلْوَى.

فإن الذي أعْطَيْتُكم (٣) أفضلُ، فقولوا: ﴿إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ الآية (٤).

فعلى هذا التأويلِ جميعُ هذا الكلامِ مِن اللهِ [نبيَّه محمدًا] (٥) أن يقولَه لليهودِ، وهو مُتلاصِقٌ (٦) بعضُه ببعضٍ لا اعْتراضَ فيه. والهُدَى الثاني ردٌّ على الهُدَى الأولِ، ﴿أَنْ﴾ في موضعِ رفعٍ على أنه خبرٌ عن الهدَى.

وقال آخَرون: بل هذا أمرٌ مِن اللهِ نبيَّه أن يقولَه لليهودِ. وقالوا: تأويلُه: ﴿قُلْ﴾ يا محمدُ: ﴿إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ﴾ مِن الناسِ ﴿مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ﴾. يقولُ: مثلَ الذي أُوتِيتُموه أنتم يا معشرَ اليهودِ من كتابِ اللهِ، ومثلَ نبيِّكم، لا تَحْسُدوا المؤمنين على ما أعْطَيْتُهم مثلَ الذي أعْطَيْتُكم مِن فضلى، فإن الفضلَ بيدى أُوتِيه من أَشَاءُ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ﴾. يقولُ: لمَّا أنْزَل اللهُ كتابًا مثلَ كتابِكم، وبعَث نبيًّا مثلَ نبيِّكم، حسْدْتُموهم على ذلك، ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ﴾ الآية (٧).


(١) في م، س: "تقول".
(٢) في س: "بكم".
(٣) في س: "أعطيكم".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم مفرقا في تفسيره ٢/ ٦٨١ (٣٦٩٦)، ٢/ ٦٨٢ (٣٦٩٨) من طريق أحمد بن المفضل به.
(٥) في م: "لنبيه محمد".
(٦) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "مثل".
(٧) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٨٢ عقب الأثر (٣٧٠٠) معلقا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٤٣ إلى المصنف.