من هاهنا؟ قال: لا. قال: إنِّى نسيتُ. فقال: لم أكنْ لأبرَحَ حتى تأتىَ. فبذلك كان [صادقَ الوعدِ] (١).
القولُ في تأويلِ قوله جلَّ ثناؤُه: ﴿وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (٥٥)﴾.
يقولُ تعالى ذكرُه: وكان يأمُرُ أهلَه بإقامةِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ، وكان عندَ ربِّه مرضيًّا عملُه، محمودًا فيما كلَّفه ربُّه غيرَ مقصِّرٍ في طاعتِه.
القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (٥٦) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧)﴾.
يقولُ تعالى ذكرُه: واذكُرْ يا محمدُ فى كتابِنا هذا إدريسَ، [فاقصُصْ خبَرَه] (٢)، ﴿إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا﴾ لا يقولُ الكذبَ، ﴿نَبِيًّا﴾ نوحِى إليه من أمْرِنا ما نشاءُ
﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾. ذُكِر أنَّ اللهَ جلَّ ثناؤُه رفعَه وهو حىٌّ إلى السماءِ الرابعةِ، فذلك معنى قولِه: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾. يعنى به: إلى مكانٍ ذى علوٍّ وارتفاعٍ.
وقال بعضُهم: رُفِع إلى السماءِ السادسةِ (٣).
ذكرُ الرواية بذلك
حدَّثني يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرني جريرُ بنُ حازمٍ، عن سليمانَ الأعمشِ، عن شِمْرِ بنِ عطيةَ، عن هلالِ بنِ يِسافٍ، قال: سأل
(١) فى ص، م، ت ١، ف: "صادقا".
والأثر ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٢٣٣ عن المصنف.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ف.
(٣) بعده في ص، م، ت ١، ف: "وقال آخرون: الرابعة".