ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابنُ المثنى، قال: ثنا سليمانُ أبو داودَ، قال: ثنا شعبةُ، عن مُشَاشٍ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿عَجُوزٌ عَقِيمٌ﴾. قال: لا تَلِدُ.
حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنى هشيمٌ، قال: أخبَرنا شيخٌ (١) مِن أهلِ خُراسانَ مِن الأَزدِ، يُكْنَى أبا ساسانَ، قال: سألتُ الضحاكَ عن: ﴿عَجُوزٌ عَقِيمٌ﴾. قال: التي ليس لها ولدٌ (٢).
القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (٣٠) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٣١) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٣٢)﴾.
قال أبو جعفرٍ ﵀: يقولُ تعالى ذكرُه مخبرًا عن قيلِ ضيفِ إبراهيمَ صلواتُ اللَّهِ عليهم، لزوجتِه إذ قالت لهم، وقد بشَّروها بغلامٍ عليمٍ: أتلدُ عجوزٌ عقيمٌ؟! ﴿قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ﴾. يقولُ: هكذا قال ربُّك. أي: كما أخبَرْناكِ وقُلنا لكِ: ﴿إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ﴾. فالهاءُ في قولِه: ﴿إِنَّهُ﴾. من ذكرِ الربِّ، هو الحكيمُ في تدبيرِه خَلْقَه، العليمُ بمصالحِهم، وبما كان، وبما هو كائنٌ.
وقولُه: ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴾. يقولُ: قال إبراهيمُ لضَيفِه: فما شأنُكم أيُّها المُرسلون.
﴿قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ﴾. قد أجرَموا بالكفرِ (٣) باللَّهِ ﷿.
القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ
(١) في م، ت ٢، ت ٣: "رجلٌ".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١٤ إلى سعيد بن منصورٍ وابن المنذر مطولًا.
(٣) في ص: "الكفر"، وفي م: "لكفرهم".