ودَعَوتَنِي (١) وزَعَمْتَ أَنـ … ـك لَابِنٌ بالصيفِ تامِرْ
أي: عندَه لَبَنٌ كثيرٌ، وتمرٌ كثيرٌ، وكذلك عاسلٌ، ولاحِمٌ، وشاحمٌ (٢).
وقال بعضُ الكُوفيِّين: ذلك بمنزلة: حاذِرون وحَذِرون (٣).
وهذا القولُ الثاني أشبهُ بالكلمة.
القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (٥٦) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (٥٧) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)﴾.
قال أبو جعفرٍ ﵀: يعني تعالى ذكرُه جميعًا بقولِه: ﴿هُمْ﴾ أصحابَ الجنةِ، ﴿وَأَزْوَاجُهُمْ﴾ مِن أهل الجنة فى الجنةِ.
كما حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قولَه: ﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ﴾. قال: حلائلُهم في ظُلَلٍ (٤).
واختلَفت القرأةُ فى قراءة ذلك؛ فقرَأ ذلك بعضُهم: (في ظُلَلٍ) بمعنى: جمعُ ظُلَّةٍ، كما تُجْمَعُ الحُلَّةُ حُلَلًا.
وقَرَأه آخرون: ﴿فِي ظِلَالٍ﴾. وإذا قُرِئ ذلك كذلك كان له وجهان؛ أحدُهما: أن يكون مُرادًا به جمعُ الظلِّ (٥) الذى هو بمعنى الكِنِّ، فيكونُ معنى الكلام حينَئذٍ: هم وأزواجُهم في كِنٍّ لا يَضْحَون لشمسٍ كما يَضْحَى لها أهلُ
(١) كذا فى م، ت ١، ت ٢، ومجاز القرآن. وفى الأصل: "وغررتنى"، وفي الديوان: "أغررتني".
(٢) مجاز القرآن ٢/ ١٦٣، ١٦٤.
(٣) معانى القرآن ٢/ ٣٨٠.
(٤) تفسير مجاهد ص ٥٦١. وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٢٦٦ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٥) فى م، ت ١، ت ٢: "الظلل".