والمعنى ما ذكرتُ.
وقولُه: ﴿إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾. يقولُ: إن ربِّي على طريقِ الحقِّ، يُجازي المحسنَ مِن خلقِه بإحسانِه والمسيءَ بإساءتِه، لا يظلمُ أحدًا منهم شيئًا، ولا يقبلُ منهم إلا الإسلامَ والإيمانَ به.
كما حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾: الحقِّ (١).
حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ، عن ورقاءَ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه (١).
حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.
حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.
القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (٥٧)﴾.
يقولُ ﷿ مخبرًا عن قيلِ هودٍ لقومِه: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا﴾. يقولُ: فإن أدبَرتم (٢) مُعرِضِين عما أدْعوكم (٣) إليه مِن توحيدِ اللَّهِ وتركِ عبادةِ الأوثانِ، ﴿فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ﴾ أيُّها القومُ ﴿مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ﴾، وما على الرسولِ إلا
(١) تفسير مجاهد ص ٣٨٩، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٣٧ إلى أبي الشيخ.
(٢) في النسخ: "أدبروا"، ولعل الصواب ما أثبت.
(٣) في ص، م، ت ١، س، ف: "أدعوهم".