للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ظَنَنْتُمْ﴾: ظَنَّ كفارُ الجنِّ كما ظنَّ كفرةُ الإنسِ أنْ لن يبعثَ اللهُ رسولًا (١).

وقولُه: ﴿وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ﴾. يقولُ ﷿ مخبرًا عن قيلِ هؤلاء النفرِ: وأنا طَلَبْنا السماءَ وأركانَها (٢)، ﴿فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ﴾. يقولُ: فوجَدْناها قد (٣) مُلِئَتْ ﴿حَرَسًا شَدِيدًا﴾. يعني حفظةً (٤)، ﴿وَشُهُبًا﴾. وهى جمعُ شِهابٍ، وهى النُّجومُ التى كانت تُرْجَمُ بها الشياطينُ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن مغيرةَ، عن زيادٍ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ قال: كانت الجنُّ تستمِع، فلما رُجِموا قالوا: إنَّ هذا الذي حدَث في السماءِ لشيءٍ حدَث في الأرضِ. قال: فذهبوا يَطْلُبون حتى رأَوْا النبيَّ خارجًا من سوقِ عُكاظٍ يُصلى بأصحابِه الفجرَ، فذهَبوا إلى قومِهم مُنْذِرِينَ (٥).

القولُ في تأويل قولِه: ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (٩) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (١٠)﴾.

قال أبو جعفرٍ : يقولُ تعالى ذكرُه: قالوا: وأنا، معشرَ الجنِّ، كنا


(١) ذكره القرطبي في تفسيره، ١٩/ ١١، وابن كثير في تفسيره ٨/ ٢٦٧.
(٢) فى ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أردناها".
(٣) سقط من: م.
(٤) في الأصل: "حفظها".
(٥) تقدم في ٢١/ ١٦٣.