للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فشَذَّ عنهم -وذلك (١) القراءةُ برفعِ اسمِ اللَّهِ : ﴿بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾. مع صحةِ ذلك في العربيةِ وكلامِ العربِ، وقُبْحِ نَصْبِه في العربيةِ؛ لخروجِه عن المعروفِ مِن مَنْطقِ العربِ، وذلك أن العربَ لا تَحذِفُ الفاعلَ مع المصادرِ، من أجلِ أن الفاعلَ إذا حُذِف معها لم يكنْ للفعلِ صاحبٌ معروفٌ (٢).

وفى الكلامِ متروكٌ استُغْنِىَ بدلالةِ الظاهرِ من الكلامِ عليه من ذكرِه، ومعناه: فالصالحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ للغيبِ بما حفِظ اللَّهُ، فأحسِنوا إليهنَّ وأصلِحوا.

وكذلك هو فيما ذُكِر في قراءةِ ابنِ مسعودٍ.

حدَّثنى المُثَنَّى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ أبي حَمَّادٍ، قال: ثنا عيسى الأعمَى، عن طلحةَ بنِ مُصَرِّفٍ، قال: في قراءةِ عبدِ اللَّهِ: (فالصالحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ للغيبِ بما حفِظ اللَّهُ فأصلِحُوا إليهن واللاتى تخافُونَ نُشوزهنَّ) (٣).

حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّل، قال: ثنا أسباط، عن السُّدّى: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾، فأحسِنوا إليهن (٣).

حدَّثني عليُّ بنُ داودَ، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾، فأصلِحوا إليهنَّ (٤).


(١) في م، ت ٢: "تلك".
(٢) وتقدم أن القراءة بنصب لفظ الجلالة قراءة أبي جعفر المدنى أحد العشرة، وقراءته متواترة، وقال أبو حيان: وهذا كله توجيه شذوذ أدى إليه قول من قال في هذه القراءة: إن "ما" مصدرية. ولا حاجة إلى هذا القول، بل ينزه القرآن عنه، البحر المحيط ٣/ ٢٤٠.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٥٢ إلى المصنف.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٥١ إلى المصنف وابن أبي حاتم.