مولده فَقَالَ فِي خَامِس عشر شعْبَان سنة خمس وَسَبْعمائة بِدِمَشْق رايته غير مرّة وَدخلت منرلة فِي شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة لرؤية الاسطرلاب الَّذِي ابدع وَضعه فَوَجَدته قد وَضعه فِي قَائِم حَائِط فِي منزله دَاخل بَاب الفراديس فِي درب الطيار ورايت هَذَا الاسطرلاب فَأَنْشَأَ لي طَربا وجدد لي فِي المعارف رَأيا وَقلت ان من تقدمه من الافاضل عِنْد جبل علمه الراسخ هباء وَلَو رَآهُ اقليدس لما كَانَ عِنْده الا نقطة من خطه أَو أرشميدس لرَأى شكله قطاعا فِي تحريره وَضَبطه فسبحان من يفِيض على بعض النُّفُوس مَا يَشَاء من الْمَوَاهِب ويجدد فِي كل عصر من يحيي رسوم الْفضل الَّذِي عدم فِي اللَّيَالِي الذواهب وَصُورَة الاسطرلاب الْمَذْكُور قنطرة مِقْدَار نصف أَو ثلث ذِرَاع تَقْرِيبًا يَدُور أبدا على الدَّوَام فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من غير مَاء على حركات الْفلك لكنه قد رتبها على أوضاع مَخْصُوصَة تعلم منا السَّاعَات المستوية والساعات الزمانية هَذَا كَلَام الصَّفَدِي رَحمَه الله قَالَ النعيمي والى هَذَا الْفَاضِل ينْسب عمل المنحرفتين فِي مئذية الْعَرُوس انْتهى
قلت الَّذِي يلوح لي أَن الَّذِي دَعَاهُ الصَّفَدِي الاسطرلاب لَيْسَ هُوَ الاسرلاب الْمَشْهُور لَان هَذَا ميزَان الشم س واختراعه كَانَ قبل زَمَنه بألوف من السنين وَلكنه الْآلَة الْمُسَمَّاة فِي زمننا بالساعة وَيكون أبن الشاطر هُوَ المخترع لهَذَا النَّوْع الْعَظِيم الْفَائِدَة ثمَّ ان أهل بِلَادنَا أهملوه هُوَ واختراعه حينا من الده ر حتي ظفر بنخب أفكاره الافرنج فهذبوه واتقنوه فنسب اليهم على أَن اختراعه يزِيد على مَا تفننوا بِهِ بِمَعْرِِفَة الزمانية التيتقسم كلا من النَّهَار وَاللَّيْل إِلَى اثنى عشر قسما فِي جَمِيع الْفُصُول فَللَّه فِي خلقه شؤون واما المنحرفتان فقد بَقِيَتَا الى حُدُود تسعين وَمِائَتَيْنِ والف فِي مئذنة الْعَرُوس وَفِي أَثْنَائِهَا كَانَ شَيخنَا الشَّيْخ مُحَمَّد الشهير بالطنطاوي اماما فِي فيالهيئة والميقات فِي دمشق فَنظر فِي هَاتين المنحرفتين فَرَأى وضعهما قد اخْتَلَّ لمرور السنين وَاخْتِلَاف الرِّيَاح والامطار عَلَيْهِمَا وبينما هُوَ يحرر وضعهما اذا بالبلاطة قد انْكَسَرت فشرع بانشاءمنحرفتين على نمطهما حَتَّى أتمهما غير أَنه رسمهما على الْأُفق الْحَقِيقِيّ فاختل الْعَمَل بهما وَلم ينْتَفع بهما كالاولتين وَقد حصل لَهُ أثْنَاء الْعَمَل معاكسات من أهل دمشق وهجاه بعض ذَوي الخلاعة وَالْعقل المنحرف ثمَّ انه رسم منحرفتين على الافق المرئي وَوَضعهمَا فِي جَامع الدقاق وَكَانَت وَفَاته سنة