للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خيبر، وهي يومئذ صلح، فتفرقا، فأتى محيصة إلى عبد اللَّه بن سهل، وهو يتشحط في دمه قتيلا، فدفنه، ثم قدم المدينة، فانطلق عبد الرحمن بن سهل، ومحيصة، وحويصة ابنا مسعود إلى النبي ، فذهب عبد الرحمن يتكلم، فقال: كبر كبر - وهو أحدث القوم - فسمكت، فتكلما، فقال: أتحلفون وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم؟ فقالوا: وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر؟ قال: فتبرئكم يهود بخمسين يمينا، فقالوا؟ كيف نأخذ أيمان قوم كفار؟ فعقله النبي من عنده". رواه الجماعة (١)، قال أبو داود: ورواه ابن عيينة، عن يحيى، فبدأ بقوله: "تبرئكم يهود بخمسين يمينا يحلفون". ولم يذكر "الاستحقاق".

قال اللؤلؤي: بلغني عن أبي داود أنه قال: هذا الحديث وهم ابن عيينة يعني التبدية.

قلت: قد وافقه على ذلك وهيب بن خالد كما ذكرنا من جهة أبي يعلى وكل واحد منهما حجة بنفسه. كيف وقد روى عبد الرزاق (٢)، ومن طريقه أبو داود (٣) أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسليمان بن يسار، عن رجال من أصحاب النبي من الأنصار: "أن النبي قال لليهود: وبدأ بهم أيحلف منكم خمسون رجلًا؟ فأبوا، فقال للأنصار: أتحلفون؟ فقالوا: لا نحلف". ولفظ أبي داود (٤): "استحقوا، فقالوا: نحلف على الغيب يا رسول اللَّه؟ فجعلها رسول اللَّه دية على اليهود، لأنه وجد بين أظهرهم". وقدمنا مثله من حديث


(١) صحيح البخاري (٣١٧٣) (٤/ ١٠١) - صحيح مسلم (١٦٦٩) (٣/ ١٢٩١) - سنن أبي داود (٤٥٢٠) (٤/ ١٧٧) - سنن الترمذي (١٤٢٢) (٤/ ٣٠) - السنن الكبرى للنسائي (٦٨٩١) (٦/ ٣٢١) - سنن ابن ماجه (٢٦٧٧) (٢/ ٨٩٢) - مسند أحمد (١٧٢٧٦) (٢٨/ ٥١١).
(٢) مصنف عبد الرزاق (١٨٢٥٢) (١٠/ ٢٧).
(٣) سنن أبي داود (٤٥٢٦) (٤/ ١٧٩).
(٤) سنن أبي داود (٤٥٢٦) (٤/ ١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>