للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتاب "الاستذكار" (١). في باب: ما ينهى أن ينبذ فيه، وروى سماك بن حرب عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود، عن أبيه، عن أبي بردة بن (نيار) (٢)، قال: قال لنا رسول اللَّه : "إني كنت نهيتكم عن الشراب في الأوعية، فاشربوا فيما بدا لكم، ولا تشربوا مسكرًا" وقال شريك في هذا الحديث عن سماك بإسناده: "فاشربوا فيما بدا لكم، ولا تسكروا" ولم يقل ذلك غير شريك، انتهى بحروفه.

فتبين أن لأبي الأحوص متابعًا، وأن كل حافظ إنما يتكلم بحسب ما يرى، واعتبر هذا بحديث: "من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة". قالوا: لم يرفعه إلا أبو حنيفة، والحسن بن عمارة، ورواه سفيان وشريك فلم يرفعاه، وأوجدناك هو مرفوعًا من رواية سفيان وشريك عند ابن منيع. وقد أخرج الكرخي في المختصر (٣) حدثنا الحضرمي، ثنا الفضيل بن الحسين أبو كامل، ثنا حماد بن زيد، ثنا فرقد السبخي، عن جابر بن زيد، عن مسروق، عن عبد اللَّه، عن رسول اللَّه : "ألا وإني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم آخرتكم، وكنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي". حدثنا الحضرمي، ثنا أحمد بن عبد اللَّه بن يونس، ثنا معروف بن واصل، حدثنا محارب بن دثار، عن (ابن بريدة) (٤)، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه : "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإن زيارتها تذكرة، ونهيتكم عن الأشربة أن تشربوا إلا في ظرف الأديم، فاشربوا في كل وعاء غير ألا تسكروا". فهذا مسند آخر مباين لسند النسائي، ومتابع لأبي الأحوص، وشريك على ما قاله ابن عبد البر: من طريق زهير بن


(١) الاستذكار لابن عبد البر (٨/ ١٧).
(٢) في (م) ابن دينار وفي الاستذكار لابن عبد البر (٨/ ١٧) (دثار) والمثبت من التقريب.
(٣) انظر (إتحاف الخيرة المهرة) (٤/ ٣٥٩).
(٤) في (م) أبي بردة.

<<  <  ج: ص:  >  >>