وسبق الحديث بطوله في (باب المساجد في البيوت)، إلا أنه هناك الزُّهْري هو الّذي سأل الحُصين، وسمع منه، والمفهوم هنا: أنه محمود، فقال (ك): إن كانت الراوية بالرفع، فهو عطف على محمود؛ أي: أخبرني محمودٌ، ثمّ أحدُ بني سالم، وإن كانت بالنصب، فالمراد: سمعت عتبانَ الأنصاريَّ، ثمّ السالميَّ؛ إذ عتبانُ كان سالميًّا أيضًا. أو يقال: بأن السماع من حصين كان حاصلًا لهما، ولا محذور في ذلك؛ لجواز سماع الصحابي من التابعي، وبأن المراد من الأحد: غيرُ الحصين، وأمّا قوله هناك:(حَرَّمَهُ عَلَى النَّارِ)، وهنا:(حرم اللهُ عليه النارَ)، فذاك حقيقة باعتبار أن النّار تأكل كلّ ما يلقى فيها؛ التّحريم يناسب الفاعل، ومعناهما يؤول إلى واحد؛ لتلازمهما.
(يوافى)؛ أي: يأتي، يقال: وافى القومَ: أتاهم.
(وجه الله)؛ أي: ذاته، والحديث من المتشابه، أو لفظُ الوجه زائد، أو المراد: جهة الحق والإخلاص، لا الرياء ونحوه.
* * *
٦٤٢٤ - حَدَّثَنَا قتيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ، إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، ثُمَّ احْتَسَبَهُ إلا الْجَنَّةُ".