للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لتحرق ببغداد؛ فبعث بها فى جمادى الآخرة سنة ست عشرة؛ فأحرقت بمحضر من الناس وسبك الذهب وفرّق على الفقراء. وغنم الظاهر حسن الثناء عليه من حاجّ خراسان وما وراء النّهر، لما كان من إحسانه إليهم وزيارتهم بيت المقدس.

وفى ثانى عشره وافى عماد الدولة رفق من السّيارة بعدة عظيمة وثلاثمائة رأس من الخيل والبغال فإنه أخذ كل فرس وجده، وبين يديه سبعون بندا مذهبة، وعشرون منجوقا، فتلقاه جميع أهل الدولة. وكانت عدة من قتله فى هذه السفرة، وهى خمسة وثلاثون يوما، مائتين وثلاثة أنفس. وقدم زين الملك إبراهيم بن على بن مسعود مصروفا عن مدينة منور، فتلقى وأكرم.

وفى سادس عشره ركب الظاهر إلى ناحية عين شمس وعاد. وقدم الخبر من حسن بن جعفر الحسنى أنه أقام الدعوة للظاهر بعرفات وغيرها، ومنع أهل خراسان من الدعوة لصاحبهم.

ولثلاث عشرة بقيت منه ركب الظاهر إلى المشتهى (١)، ودخل حمام نجاح الطولونى، ثم ركب العشاريات فى النيل إلى المعتوق بالكوم الأحمر (٢)، وقطع له الجسر حتى عبره، ثم عاد إلى القصر.

وفى يوم الجمعة لإحدى عشرة بقيت منه جمع الناس كافّة إلى الإيوان بالقصر، فلما اجتمع الناس فى صحن الإيوان خرج القائد أبو الفوارس معضاد، الخادم الأسود، وعليه ثوب طميم حسن وعلى رأسه عمامة شرب، طائرة كثيرا، بالذهب محرق اللون، ومعه سجلّ قرئ على العامّة والخاصّة بتلقيبه بالقائد عزّ الدّولة وسنانها أبى الفوارس معضاد الظاهرى،


(١) المشتهى من المواضع التى أعدت للنزهة. الخطط: ٤٩٠:١.
(٢) من أعمال الجيزية. قوانين الدواوين: ١٠٠. وهناك مكان آخر عرف بالكوم الأحمر كان واقعا عند فم الخليج على جانبه الغربى، ولعله المقصود هنا وقد سمى الكوم الأحمر من أجل أنه كان به أقمنة الطوب. الخطط: ١: ٣٤٥ - ٣٤٧.