وحمّامىّ وطباخ وابن عم وصاحب حرب وصاحب خبر ويهودى ونصرانى، وقطع حتى أيدى الجوارى فى قصره. وكان فى مدته القتل والغيلة حتى على الوزراء وأعيان الدولة يخرج عليهم من يقتلهم ويجرحهم. وخطفت العمائم جهارا بالنهار، وكان لعبيد الشراء فى مدته مصائب وخطوب فى الناس. وكان المقتول ربّما جرّ فى الأسواق، فأوقع ذلك فتنة عظيمة.
قال: كان الحاكم يركب حمارا يسمّى القمر ويعبر به على النّاس. وكان له صوفيّة يرقصون بين يديه ولهم عليه جار مستمر. ووقف رجل للحاكم فصاح عليه، فمات لوقته.
وكانت غيبته إلى يوم جلوس ولده الظاهر ثلاثة وأربعين يوما.
قال ابن سعيد عن مجموع وقف عليه: وواصل الحاكم فى ركوبه الوقوف على المعروف بابن الأرزق الشواء ومحادثته بدار فرح، وخلع عليه وأجازه. وفى يوم استدعى الحاكم أحد الركابيّة السودان المصطنعة ليحضر إلى حانوت ابن الأزرق الشواء، فوقفه بين اثنين ورماه برمح، ثم أضجعه، واستدعى سكينا فذبحه بيده، ثم استدعى شاطورا ففرق بين رأسه وجسده، ثم استدعى ماء فغسل يده بأشنان ثم ركب. وحمل المقتول إلى الشرطة فأقام ليلة ثم دفن بالصحراء. ثم بعث المؤتمن بعد ثلاثة أيام فنبشه وغسله وأنفذ إليه أكفانا كفن بها، ثم أمر قاضى القضاة بالصلاة عليه، وأمر ألا يتخلف أحد فحضر الشهود وأهل السوق، وصلى عليه قاضى القضاة، ودفن بالقرافة، وواراه قاضى القضاة وجعل التراب تحت خده، وأمر ببناء قبره وتبيضه فى وقته؛ ففعل ذلك. وتظلم إليه رجل فى ركوبه إلى مصر فى ناصح الركابى، فوقف عليه وسأل ناصحا عن دعواه فظهر أنها صحيحة، فأمر أن يدفع ماله إليه، فلم يجد معه فى الوقت ذلك القدر، فألزمه ببيع فرسه الذى كان راكبا عليه، فباعه ووفّى الرجل ما كان له عليه، كل ذلك بحضرته وهو واقف على ظهر دابته، ثم سار.