للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - أن شهر رجب من سنة ست وتسعين وثلاثمائة استهل بيوم الأربعاء، فصدر أمر الخليفة بتأريخه بيوم الثلاثاء.

٢ - وفى شعبان من سنة إحدى وأربعمائة وقّع قاضى القضاة سجلاّ يعلن فيه خروج «الأمر العالى المعظّم» بأن يكون الصّوم يوم الجمعة والعيد يوم الأحد.

٣ - واستهلّ شعبان فى سنة اثنتين وأربعمائة يوم الاثنين فأمر الخليفة بأن يكون أول الشهر يوم الثلاثاء.

وثانى الشعبتين تبيّن مدى تحكّم بعض رجال الدّولة - فى فترات ضعف الخلفاء - واستبدادهم فى مجال نفوذهم. فقد ذكر المقريزى من أمثلة ذلك:

١ - فى أخبار سنة ست عشرة وأربعمائة، على زمن الخليفة الظاهر، أن شابّا حدثا قد غرق فى النيل فى عشية أحد أيام السبت، فى منطقة دار الصناعة (١) فمنع رجال الشريف أبى طالب العجمى، متولّى الصّناعة، تسليمه لأهله إلا بعد دفع «واجب» الصناعة «من حقّ من غرق فى النّيل»، وطالبوهم عنه بدينارين وقيراطين؛ فدفع إليهم ذلك، وحمل الرجل وغسل ودفن فى يوم الأربعاء.

٢ - وفى سنة أربع وأربعين وأربعمائة، فى خلافة المستنصر بالله، كان لعريف الخبازين (٢) بأحد أسواق مصر (الفسطاط) دكان يبيع فيه الخبز، وبحذائها دكّان خباز «صعلوك»، وكان سعره يومئذ أربعة أرطال بدرهم وثمن؛ فخاف الصعلوك كساد خبزه لأنّه كاد يبرد، «ومن عادة الأخباز فى أزمنة المساغبة متى بردت لا يرجع منها إلى شيء لكثرة ما تغشّ به» فخفض الصعلوك سعر خبزه «فغضب العريف ووكل به عونين من الحسبة أغرماه دراهم».


(١) دار صناعة الأسطول (الترسانة).
(٢) نقيب الخبازين.

<<  <  ج: ص:  >  >>