للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(عس) (١) قيل (٢): إنّ المراد بقوله (كان من الجن) أي كان أول الجنّ، لأنّ الجنّ منه كما أنّ آدم من الإنس لأنّه أوّل الإنس. وقيل (٣): إنّه كان من بقايا قوم يقال لهم الجنّ، كان الله قد خلقهم في الأرض قبل آدم فسفكوا الدماء وقاتلتهم الملائكة، وقيل (٤): إنّه كان من قوم خلقهم الله تعالى وقال لهم:

اسجدوا لآدم؟ فأبوا، فبعث الله عليهم نارا أحرقتهم، ثم خلق هؤلاء بعد ذلك، فقال لهم: اسجدوا لآدم ففعلوا وأبى إبليس لأنّه كان من بقيّة أولئك الخلق.

والظاهر أنّ إبليس كان من (٥) الملائكة لدخوله في الخطاب بالأمر بالسّجود معهم ولو كان من غيرهم لم يدخل معهم، وأنّ امتناعه من السّجود إنّما كان لكبر أدركه من كونه مخلوقا من النّار ولأنّه كان أوتي (٦) ملك السماء وخزانة الجنان، والله أعلم.

(سي) والظاهر أنّه لم يكن من الملائكة لما تقدّم من الحجج (٧) في سورة


(١) التكميل والإتمام: ٥٥ أ.
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٥/ ٥٠٦ عن الحسن البصري، وقال: الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٥/ ١٦٤ بعد أن ذكره قال: «رواه ابن جرير بإسناد صحيح».وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٥/ ٤٠٢ وزاد نسبته لابن الأنباري في كتاب الأضداد وأبي الشيخ في العظمة.
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٢٦١ عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: ١/ ١١١، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: ١/ ٢٢٧ عن ابن عباس رضي الله عنه وذكره ابن كثير في تفسيره: ١/ ١١١ وقال: «وهذا إسناد غريب ولا يكاد يصح إسناده، فإن فيه رجلا مبهما ومثله لا يحتج به والله أعلم».
(٥) قال البغوي في تفسيره: ١/ ٦١: قاله ابن عباس وأكثر المفسرين. وذكر القرطبي في تفسيره: ١/ ٢٩٤ أنه قول الجمهور أيضا ونسبه لابن عباس، وابن مسعود وابن جريج وابن المسيب وقتادة وغيرهم. وهو اختيار الإمام الطبري في تفسيره: ١/ ٢٢٧.
(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١/ ٢٢٥ عن ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن المسيب وقتادة. وأورد نحوه السيوطي في الدر المنثور: ١/ ١٢٤ وزاد نسبته لابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس، ونسبه أيضا لابن أبي حاتم عن قتادة.
(٧) قال الإمام البلنسي رحمه الله تعالى بعد أن ذكر هذا القول في القسم الأول: ص ١٣١ -

<<  <  ج: ص:  >  >>