للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي رأس كلّ واحد منهم شاشية (١)، قال: ومن أغرب ما رأيته وأعجب ما أبصرته في هذا الكهف إنّه اجتمع في مدينة لوشة وهي على مقربة من هذا الكهف أقوام من أهل الفساد فجعلوا جعلا (٢) لمن يمشي إلى هذا الكهف فيأتي منه بإمارة واضحة وهذا باللّيل، فخرج منهم رجل من أهل غرناطة فقطع أذن الأوسط منهم وأتى بها إلى أصحابه فعند ما دخل بها عليهم صاح صارخ اهتزّت له لوشة: قد قطعت أذن تمليخا من أهل الكهف، فارتجّت المدينة ولم يبق صغير ولا كبير إلا استيقظ. وجاء النّاس كأنّما قادهم قائد إلى باب ذلك المنزل فكسروا بابه وقالوا لهم: أين الأذن التي قطعتم؟ فقالوا: هذا ساقها فأخذهم محمّد بن (٣) سعادة وأهلكهم بالسّياط، وكان يومئذ صاحب الشرطة بغرناطة، فلما أصبح [وسار] (٤) بالنّاس إلى الكهف فوجدوا أذن واحد منهم قد قطعت فخاطوها في موضعها بخيط وإبرة وأمر ببنيان مسجد وهو الرقيم الذي كان على رأس الكهف، وردّ محرابه إلى القبلة، وذلك في آخر عام اثنين وثلاثين وخمسمائة. انتهى.

[١٢] {[لِنَعْلَمَ] (٥)} أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً.


= شيء تغطيت به فقد التحفت به. اللسان: ١١/ ٣١٤ مادة (لحف).
(١) الشاشية: لم أقف على معناها، ولكن جاء في المعجم الوسيط: ١/ ٤٩٩ لفظ الشاش، وهو نسيج رقيق من القطن تضمد به الجروح ونحوها ويستعمل أيضا لفافة للعمامة. اه‍، فلعل المقصود منها العمامة، والله أعلم.
(٢) الجعل والجعال والجعيلة والجعالة والجعالة والجعالة: كل ذلك: «ما جعله له على عمله». اللسان: ١١/ ١١١ مادة (جعل).
(٣) لعله محمد بن سعادة بن عمر الأنصاري، أبو عبد الله. المترجم في الذيل والتكملة للمراكشي، السفر السادس: ص: ٢٠١.
(٤) في الأصل: «وصار».
(٥) في الأصل: «ليعلم» بالياء، وهي قراءة الزهري. انظر: الجامع لأحكام القرآن: ١٠/ ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>