للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخمس، وقيل (١): لا إله إلاّ الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله، وقيل (٢):

التوبة تذهب الذنوب، وعلى (٣) الجملة فالحسنة إنّما كانت مذهبة للسيئة لكونها حسنة على ما ثبت في أصول الفقه (٤) من أن ترتيب الحكم على الوصف مشعر بأنّ علة ذلك الحكم هو ذلك الوصف، وإذا كان كذلك وجب في كل حسنة أن تكون مذهبة لكل سيئة، ترك العمل بذلك في الحسنات الصادرة عن الكفار ولفقد شرط قبولها وهو الإيمان فبقي معمولا به في الباقي، وهذه الآية وأمثالها عند قوم تفيد القطع بعفو الله عن التائب وقوفا مع الظاهر وبه قال أبو محمد (٥) ابن عطية، وتفيد غلبة ظن عند الأكثرين، قال يحيى (٦) بن معاذ الرازي: إلهي إذا كان توحيد ساعة يهدم كفر خمسين سنة فتوحيد خمسين سنة كيف لا يهدم معصية ساعة واحدة؟ إلهي لمّا كان الكفر لا ينفع معه شيء من الطاعات كان


= الأشعري وابن مسعود ومسروق والضحاك ورجحه الطبري - رحمه الله تعالى -. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١٦٨، وابن كثير في تفسيره: ٤/ ٢٨٥. وراجع: الدر المنثور: ٤/ ٤٨١ وما بعدها. وقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه أحاديث في ذلك: ١/ ١٣٤، والإمام مسلم في صحيحه: ١/ ٤٦٢، ٤٦٣ فانظره هناك.
(١) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٢/ ١٣٣ عن مجاهد. وابن الجوزي في زاد المسير: ٤/ ١٦٨، وأخرج الإمام أحمد في مسنده: ٥/ ١٦٩ عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أوصني قال: إذا عملت سيئة فاتبعها حسنة تحتها قال: قلت: يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله قال: هي أفضل الحسنات.
(٢) لم أقف على قائله في هذا الموضع فيما بين يدي من كتب التفسير.
(٣) قال القرطبي في تفسيره: ٩/ ١١٠: «والذي يظهر أن اللفظ عام في الحسنات، خاص في السيئات لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتنبت الكبائر». وهو اختيار أبي حيان في تفسيره: ٥/ ٢٧٠، والألوسي في تفسيره أيضا: ١٢/ ١٥٧.
(٤) انظر شرح البدخشي: ٣/ ٤٢، روضة الناظر: ٢٦٤.
(٥) انظر المحرر الوجيز: ٧/ ٤١٩.
(٦) يحيى بن معاذ بن جعفر الرازي: (؟ - ٢٥٨ هـ‍). أبو زكريا، واعظ، زاهد، لم يكن له نظير في وقته من أهل السري. انظر: صفوة الصفوة: ٤/ ٩٠ - ٩٨، الإعلام: ٨/ ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>