للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا ذكر ابن القاضي في درة الحجال (١).

ولا نعرف شيئا عن نشأته الأولى إلاّ ما وصفه لسان الدين ابن الخطيب (٢) بقوله: عفيف النشأة، أما أسرته فلم أعرف عنها شيئا إلا ما ذكره الإمام الشاطبي في طرة المخطوط حيث وصف والد البلنسي بقوله: «الفقيه الأجل الأكمل المقدس ... » وهذا الوصف يدل على أن والده كان على درجة جيدة من العلم بشهادة الإمام الشاطبي له بذلك.

وما ذكره - أيضا - البلنسيّ عن والده - رحمهما الله - فيما نقله الشاطبي في الإفادات والإنشادات فقد نقل عن البلنسيّ أنّه قال: «أصابت أبي أزمة شديدة لحقنا بسببها كرب عظيم، فبينما أنا ليلة نائم إذ أتاني رجل حسن القدّ والصّورة، أشبه رجل بالأستاذ أبي عبد الله بن الفخّار شيخنا - رحمه الله - ثم دعا: «اللهم يا من لا يشغله سمع عن سمع، ويا من لا يغلطه المسائل، ويا من لا يتبرم من إلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة مغفرتك».قال: وقد كنت حفظته قديما ونسيته فذكرته عند ذلك، ثم قال قل: اللهم أدّ عني الدّين وأغنني من الفقر، اللهم خر لي واختر لي فإني قد عجزت عن صلاح نفسي وفوضت لك أمري.

فاستيقظت وقد حفظته، فدعوت الله به فلم يكن إلاّ يسيرا ثم فرّج الله عنّا ببركة هذا الدعاء.

قال: فلم أزل أدعو به إثر الصلوات إلى الآن.

قال الشّاطبيّ: وقد سمعته يدعو بهنّ إثر الصلوات، وما تركتهن - أنا - منذ حدثني بهذا (٣).انتهى.

ولم أقف على غير هاتين المعلومتين فيما يتعلق بأسرة الإمام البلنسي رحمه الله.


(١) درة الحجال: ٢/ ٢٤٥.
(٢) الإحاطة: ٣/ ٣٨.
(٣) الإفادات والإنشادات: (٩٤، ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>