للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ووجه رواية من روى أنّ القائلة لذلك خديجة رضي الله عنها أنّها لم تقل ذلك إهانة كما يقوله الكفار، فمنصبها أجلّ من ذلك وإنما قالت ذلك على جهة الزّجر عن شدّة الخوف أي ما تركك ربّك إلا لإفراط جزعك لبطء الوحي عنك (١).

قال زيد بن أسلم (٢): إنما احتبس الوحي عنه لجرو (٣) كلب كان في بيته (٤)، والله أعلم.


= فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءت امرأة فقالت: يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثا فأنزل الله عز وجلّ وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: ٦: ١١ كتاب التهجد، باب ترك القيام للمريض، وأمّا المرأة المذكورة في حديث سفيان التي عبّرت بقولها «شيطانك» فهي أم جميل العوراء بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وهي أخت سفيان ابن حرب وامرأة أبي لهب كما روى الحاكم .. ثم ذكر الحديث وقال: رجاله ثقات». وانظر: حديث الحاكم في المستدرك: ٢/ ٥٢٧ عن زيد بن أرقم رضي الله عنه.
(١) قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره: ٨/ ٤٤٦ بعد أن ذكر الحديثين الذين رواهما الطبري وذكر فيهما اسم خديجة رضي الله عنها قال: «فإنه حديث مرسل من هذين الوجهين ولعل ذكر خديجة ليس محفوظا أو قالته على وجه التأسف والحزن» اه‍. وقد أخرج البخاري في صحيحه: ٦/ ٨٦ عن جندب البجلي قال: قالت امرأة يا رسول الله، ما أرى صاحبك إلا أبطأك فنزلت ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: ١٨/ ٣٥٦ باب تفسير سورة الضحى «هذا السياق يصلح أن يكون خطاب خديجة دون الخطاب الأول فإنه يصلح أن يكون خطاب حمّالة الحطب لتعبيرها بالشيطان والترك ومخاطبتها بمحمد بخلاف هذه فقالت: صاحبك، وقالت: أبطأ وقالت: يا رسول الله» اه‍.
(٢) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٩/ ١٥٤ عن ابن زيد بن أسلم. وذكره الواحدي في أسباب النزول: ٤٩٠ عن خولة خادمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٥٤١ ونسبه لابن أبي شيبة في مسنده والطبراني وابن مردويه عن أم حفص عن أمها.
(٣) الجرو: هو الصغير من كل شيء. اللسان: ١٤/ ١٣٩ مادة جرا.
(٤) قال الحافظ ابن حجر في الفتح: ٨/ ٣٦٣ تفسير سورة الضحى: «وقصة إبطاء جبريل بسبب كون الكلب تحت سريرة مشهورة، ولكن كونها سبب نزول الآية غريب، بل شاذ مردود بما في الصحيح والله أعلم» اه‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>