للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثوبه وأشار به مع الصياح تأكيدا في الإنذار والتحذير.

وقد قيل (١): أيضا إنّ أصل قولهم النذير العريان أنّ رجلا من خثعم أخذه العدو فقطعوا يده وجرّدوا ثيابه فأفلت إلى قومه نذيرا لهم وهو عريان فقيل لكلّ مجتهد في الإنذار والتخويف النذير العريان.

وإذا ثبت هذا فقد تشاكل الكلام بعضه ببعض لأنّ المدّثّر في الثياب مضاد لمعنى النّذير العريان ومقابل ومرتبط به لفظا ومعنى والله أعلم.

[١١] {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ.}

(عس) (٢) روى ابن سلاّم أنها نزلت في بني المغيرة وكانوا عشرين ذوي غنى (٣)، والله أعلم.

وذكر عط أنهم أصحاب قليب بدر (٤).

[١٥] {إِنّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ.}

(عس) (٥) هو محمد صلى الله عليه وسلم (٦).وقوله: {كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً} هو موسى بن عمران صلوات الله على نبينا وعليه وسلم.


(١) ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح: ٢٣/ ١٠٧ كتاب الرقاق باب الانتهاء عن المعاصي عن يعقوب بن السكيت. وذكر أيضا أقوالا أخرى في سبب قولهم النذير العريان.
(٢) التكميل والإتمام: ٩٥ ب.
(٣) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ٣٩٣ عن مقاتل بن سليمان وذكره القرطبي في تفسيره: ١٩/ ٤٥ عن يحيى بن سلام.
(٤) أخرج الطبري - رحمه الله - في تفسيره: ٢٩/ ١٣٤ عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: «لما نزلت هذه الآية لم يكن إلا يسير حتى كانت وقعة بدر». وذكر القرطبي في تفسيره: ١٩/ ٤٥ عن مقاتل أنه قال: «نزلت في المطعمين يوم بدر وكانوا عشرة». وقال الثعالبي في تفسيره: ٤/ ٣٥٤: «والمشار إليهم كفار قريش أصحاب القليب ببدر».
(٥) التكميل والإتمام: ٩٥ ب.
(٦) ذكره الطبري في تفسيره: ٢٩/ ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>