للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

واجعل سويداء قلبي في صحيفته … يرب من حسنات القرب والقرب

وحالل الجفن من روح به قتلت … فليس عند الهوى قتل بمحتسب

وفي سبيل البكا ليل أكابده … يا فجر قلبي وفجري غير مقترب

لم أدر أن كؤوس الدمع تسهرني … حتى رأيت محيا النجم كالحبب

يا من أطال علي يوم اللقا أسفي … هلا جعلت لهذا الهجر من سبب

لا تسألن عن دموع فيك سائلة … وقلب صب لصبر غير منقلب

في ذمة البين ليل بات يجمعنا … والنجم يلحظنا شزراً كمرتقب

والثغر يرفع أذيال الدجى عبثاً … والشعر يخفي محيا الصبح في نقب

وبعد رشف الثنايا رحت ملتثماً … خالاً وكان ختام المسك مطلبي

فجاء حسن ختام منه يسند عن … قاضي القضاة ختام العلم والأدب

حبر الهدى حافظ الإسلام أحمد من له من الفتح ذكرى فتح خير نبي

يا عالماً شرح الله الصدور به … وباسط العلم والآمال للطلب

شرحت صدر البخاري مثل جامعه فراح ينشد هذا منتهى الطلب

هذا المنار الذي للعلم مرتفع … الله أكبر كل الفضل في العرب

فجذا جامع بالشرح صار له … وقفاً كبحر جرى باق مدى الحقب

أضاء فيه مصابيح مسلسلة … من الأحاديث أو من لفظك الضرب

شرح حكى الشمس فالدنيا به امتلأت … تغيب زهر الداري وهو لم يغب

فلا تحرك لساناً يا سراج فقد … لاح النهار وهذي الشمس فاحتجب

نسيج وحد يقول ابن المنير وما … حاكت يداي له مثلاً فيا بأبي

والزركشي البدر لما أن تكلف لم … يصل إلى ذلك النوال بالذهب

وقد غدا لابن بطال به شغل … لما رأى منه ما أربى على الأرب

وبات في روضة ابن التين مرتشفاً … كأساً من الذوق يزري بابنة العنب

فلم يجز مسلم ما حزت من شرف … يا أحمد الناس في علم وفي نسب

هذا وحقك عام الفتح حج به … لبيت فضلك وفد العلم عن رغب

فيه بدا الظاهر السلطان واستترت … أعداؤه بذيول الأرض في حجب

فيا لهم والقنا تهتز في يدهم … رعباً وإن نسلت ردت على العقب

فجاءه الفتح بالسيوف وقد … تبت يدا خصمه حمالة الحطب

فالدهر في دعة والزهر مبتسم … والقضب ترقص بالأكمام والعذب

والجو قهقه والأعداء تحسبه … رعداً لما نابها من قبضة النوب

أفديه عاماً كأن الدهر أسنده … عن حافظ العصر عن آبائه النجب