واجعل سويداء قلبي في صحيفته … يرب من حسنات القرب والقرب
وحالل الجفن من روح به قتلت … فليس عند الهوى قتل بمحتسب
وفي سبيل البكا ليل أكابده … يا فجر قلبي وفجري غير مقترب
لم أدر أن كؤوس الدمع تسهرني … حتى رأيت محيا النجم كالحبب
يا من أطال علي يوم اللقا أسفي … هلا جعلت لهذا الهجر من سبب
لا تسألن عن دموع فيك سائلة … وقلب صب لصبر غير منقلب
في ذمة البين ليل بات يجمعنا … والنجم يلحظنا شزراً كمرتقب
والثغر يرفع أذيال الدجى عبثاً … والشعر يخفي محيا الصبح في نقب
وبعد رشف الثنايا رحت ملتثماً … خالاً وكان ختام المسك مطلبي
فجاء حسن ختام منه يسند عن … قاضي القضاة ختام العلم والأدب
حبر الهدى حافظ الإسلام أحمد من له من الفتح ذكرى فتح خير نبي
يا عالماً شرح الله الصدور به … وباسط العلم والآمال للطلب
شرحت صدر البخاري مثل جامعه فراح ينشد هذا منتهى الطلب
هذا المنار الذي للعلم مرتفع … الله أكبر كل الفضل في العرب
فجذا جامع بالشرح صار له … وقفاً كبحر جرى باق مدى الحقب
أضاء فيه مصابيح مسلسلة … من الأحاديث أو من لفظك الضرب
شرح حكى الشمس فالدنيا به امتلأت … تغيب زهر الداري وهو لم يغب
فلا تحرك لساناً يا سراج فقد … لاح النهار وهذي الشمس فاحتجب
نسيج وحد يقول ابن المنير وما … حاكت يداي له مثلاً فيا بأبي
والزركشي البدر لما أن تكلف لم … يصل إلى ذلك النوال بالذهب
وقد غدا لابن بطال به شغل … لما رأى منه ما أربى على الأرب
وبات في روضة ابن التين مرتشفاً … كأساً من الذوق يزري بابنة العنب
فلم يجز مسلم ما حزت من شرف … يا أحمد الناس في علم وفي نسب
هذا وحقك عام الفتح حج به … لبيت فضلك وفد العلم عن رغب
فيه بدا الظاهر السلطان واستترت … أعداؤه بذيول الأرض في حجب
فيا لهم والقنا تهتز في يدهم … رعباً وإن نسلت ردت على العقب
فجاءه الفتح بالسيوف وقد … تبت يدا خصمه حمالة الحطب
فالدهر في دعة والزهر مبتسم … والقضب ترقص بالأكمام والعذب
والجو قهقه والأعداء تحسبه … رعداً لما نابها من قبضة النوب
أفديه عاماً كأن الدهر أسنده … عن حافظ العصر عن آبائه النجب