للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظن أن عثمان يكني أبا عفان، وإنما هو أبو عمرو، كقول الآخر:

مثل النصاري قتلوا المسيحا

وإنما اليهود على ما قالت اليهود والنصاري قتلوا المسيح، وقد أكذبهم الله تعالي بقوله: {وما قتلوهُ وما صلبُوهُ ولكن شُبهَّ لهم} [النساء/ ١٥٧] وموضع الإنكار على الشاعر أن الذين اعتقدوا قتله، اعتقدوا أن الذين قتلوه هم اليهود، غير أنه ظن أنه لما كانت اليهود والنصارى مخالفين لمله الإسلام، وجاحدين لمحمد (صلي الله عليه وسلم)؛ أنهم جميعًا مشتركون في سائر ما ينكرونه من الأنبياء، انتهي، وقد كشف عن العصف في "التهذيب" و"العباب" و"القاموس" فلم أر ما يناسب هذا الموضع، فثبت قول ابن خلف أن الشاعر ظن أن الإثمد من النبات، وأما قوله: إن العصف بمعني الغبار، فلم أره بهذا المعني، والله تعالي أعلم.

والبيت نسبه سيبويه وغيره إلى خفاف بن ندبة، وقد فتشت ديوانه فلم أجده فيه، وقال ابن خلف: هو لخفاف بن ندبة، وليس في ديوانه، وقال أبو العلاء المعري في شرح "شرح ديوان البحتري" عند قوله:

يا صقيل الشِّعر المقلَّد بالذي ... يختارُ من قلعيِّه ويما به

القليعة: ضرب من السيوف، وقوله: بيمانه، يجب أن يكون على حذف الياء، أراد: ويمانيه، وذلك رديء جداً، لأن هذه الياء تثبت في الإضافة، وحذفها قليل في هذا الموضع، صنعه ابن المقفع، والبيت: كنواح ريش حمامة ... البيت، وحذف الياء في المضاف إلى الظاهر أحسن منه في المضاف إلى المضمر، لأن الظاهر منفصل، والمضمر يجري مجري ما هو من الأمم، فقوله: ويمانه، أقبح من قول القائل: كنواح ريش، ونواح ريش، أقبح من قول

<<  <  ج: ص:  >  >>