مع أبيات أخر، فبلغت عمرًا، فكتمها في نفسه، فقرنه إلى طرفة وكتب لهما. وأما طرفة فإنه بعث إليه عمرو بن هند، فقال له: ما لك لا تلزمني؟ فقال: إني ترعية في إبلي - أي: لازم لها - وأخاف عليها الإغارة! فقال لأخيه قابوس، ولخال أبيه قيس من بني النمر بن قاسط ممم وقال لطرفة: أنا جار من أجارا، فأقام معه، فانقضَّ ذؤبان من أهل اليمن، فذهبوا بها جميعًا، وفيها معبد بن العبد أخو طرفة، فبلغ طرفة الخبر، فقال له: أبيت اللعن! إن أبلي أني دونها في حبلك، فجعل يسوفه حتى فاتت، وخرج طرفة بعلة طلب إبله، فلما أيس منها ومن الثواب عليها؛ قال يهجو عمرًا:
ملك يلاعب أمَّه وقطينها ... رخو المفاصل أيره كالمرود
والقطين: وكذلك العطين: الفرج، وكان طرفة قد هجا عبد عمرو ابن مرثد ابن عمه بقوله:
يا عجبًا من عبد عمرو وبغيه ... لقد رام شتمي عبد عمرو فأنعما