وقال أبوجعفر النّحاس في شرح شواهد سيبويه: قال أبو الحسن، قال أبو العبّاس، وهذا البيت مغيّر، والرواية:"لا بارك الله في الغواني أما يصبحن".
والغانية: التي استغنت بجمالها عن الزّينة، وقد قيل بزوجها. انتهى. وقال ابن المستوفي في"شرح أبيات المفصَّل": مطّلب: من اطّلب، أي: تكلّف الطّلب، أي: يطلبن الرّجال أو يطلبهن الرّجال، وقال ابن السَّيرفي: المطّلب: المتطلّب؛ يريد: أنهن لا يتركن. ويجوز أن يريد: إلاَّ لهنَّ مطلب، أي هنَّ يطلبن من يواصلنه. ولا يثبت مودتهنَّ لأحد، أي: هنَّ سريعات الصَّرم، وقد رأيت في بعض المواضع: مطلب، بكسر اللَّام، أي: لهنَّ من يطلبهنَّ، وما أحبّ هذه الرّواية لقلة من يرويها. انتهى.
والبيت من قصيدة لعبيد الله بن قيس الرّقيات، مدح بها عبد الملك بن مروان، وأوَّلها:
عاد له من كثيرة الطَّرب ... فعينه بالدُّموع تنسكب
كوفيَّةٌ نازحٌ محلَّتها ... لا أممٌ دارها ولا صقب
والله ما إن صبت إليَّ ولا ... يعلم بيني وبينهما نسب
إلا الذي أورثت كثيرة في القلب وللحبَّ سورةٌ عجب
لا بارك الله في الغوان فما ... يمسين إلا لهنَّ مطَّلب
أبصرن شيبًا علا الذُّؤابة في الرَّأس ... حديثًا كأنَّه العطب
فهنَّ ينكرن ما رأين ولا ... ينكر لي في لداتي اللَّعب