الخ, أي: ليس من أن الناصبة للمضارع, وأشار بهذا للرد على المبرد, فإنه قال في «المقتضب»: وزعم سيبوية أنه يجوز: خفت أن لا تقوم يا فتى, إذا خاف شيئًا كالمستقر, وهذا بعيد, قال ابن الشجري في «أماليه»: أقول: إن استبعاد أبي العباس لما أجازه سيبويه من إيقاع المخففة بعد الخوف على المعنى الذي عناه سيبويه استبعاد غير واقع موقعه, لأن الشعر القديم قد ورد بما أنكره أبو العباس, وذلك قول أبي محجن الثقفي:
أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها
وقد جاءت الثقيلة بعد الخوف في الشعر وفي القرآن, ومجيء الثقيلة أشد, فالشعر قوله:
وما خفت يا سلام أنك قاطعي
والقرآن قوله تعالى:{ولا تخافون أنكم أشركتم بالله}[الأنعام/٨١] انتهى كلامه, وقبله:
إذا مت فادفني إلى جنب كرمةٍ ... تروي عظامي بعد موتي عروقها
وأصل الخوف الفزع وانقياض النفس عن احتمال ضرر, وإذا اشتد الخوف التحق باليقين كما قاله الرضي, وقال ابن خطيب الدهشة في «التقريب في علم الغريب»: يقال: خاف الشيء: علمه وتيقنه: انتهى. وذلك أن الإنسان لا يخاف شيئًا حتى يعلم أنه مما يخاف منه, فهو من التعبير بالمسبب عن السبب,