التنوين الزائد في الاسم، لاختلاف الحركة قبلها، وانتصاب الاسم بعدها، فحسن لذلك حذفها كما يحذف الزائد. وأيضًا فإنَّ هذا الاسم يضاف في قولهم: لد الصلاة، ويدخل عليه حرف الجر، ويضاف إلى المضمر والمظهر، وكلّ ذلك توسع فيها، ليس في كيف مثله، فيسوغ فيه في دخول ذلك ما لا يسوغ في كيف. وأيضًا فإنَّ النّون شببهة بحروف اللّين، ألا تراها تزاد في مواضع زيادتها، وتلحق علامة الإعراب كما يُزاد ما هو منها. وحذفوها فاء في قوله:
وهل يعمن من كان في العصر الخالي
وفي نحو:
عموا ظلامًا
فحذفه أسهل لذلك من حذف غيره، ولو لم يمكن في النون من هذه الكلمة ذكرناه، لما كان لحمل كيف عليه مساغ ما وجد لغيره مجاز. فإن قلت: فكيف وجه البيت عندك؟ فالقول: إنَّ كي على ضربين تكون مرة بمعنى اللام. وذلك في قولهم: كيمه، وتكون في معنى "أن" في نحو {لكيلا تأسوا}[الحديد/ ٢٣] فنقول: إن كي في البيت هي التي بمعنى اللَّام فيمن قال: كيمه، دخلتها "ما" كافة فمنعتها العمل الَّذي تعمله، فارتفع الفعل بعدها، كما كفَّت رُبَّ ومن في قولهم: مما أفعل، وربّما يقوم. ونظير هذا ما أنشدناه عن أبي الحسن من قوله:
إذا أنت لم تنفع فضرَّ فإنَّما ... يرجَّى الفتى كيما يضرُّ وينفع