تفضل وتشرف، وأيضاً فنسبة إعجابها كل أفنان العضاه لا يصح إلاّ بمجاز بعيد، لأن الأفنان لا تعجب، فلو قلت: أعجبت شجرتك هذا الشجر، لم يصح إلا بتكلف جعل الشجر منزلاً منزلة العاقل حتى يصير يعجب، وأما من "حلف علي يمين" فإن صحَّ أنه لفظ الرسول عليه الصلاة والسلام، فهو مضمن معني جسر بالحلف علي يمين. انتهي.
والجيد أن يؤول الحلف بالمحلوف عليه، وقال ناظر الجيش: ما ذكره الشيخ من التضمين لا يدفع ما قاله المصنف من الزيادة، غاية الأمر أن الذي ذكره توجيه آخر، وأما نص سيبوية على أن على لا تزاد، فيحمل على أن مراده أنها لا تزاد في الأشهر والأغلب، ولا يمنع ذلك من أنها قد يندر زيادتها، هذا كلامه، وتعسفه ظاهر، وابن مالك تابع لابن عصفور، فإنه حكم في كتاب "الضرائر" بزيادة على في هذا البيت ضرورة، أو تابع لابن السيد في توجيه كلام ابن قتيبة في "أدب الكاتب" فإنه حكم بزيادتها في البيت، قال في شرحه: ومعنى تروق: تعجب، وإنما جعل على في هذا البيت زائدة، لأن راق يروق لا تحتاج في تعدِّية إلي حرف جر، إنما يقال: راقني الشيء يروقني، فالمعنى: تروق كل أفنان، وقد يجوز أن يقدر في البيت محذوف، كأنه قال: أبي الله إلا أن أفنان سرحة مالك، وقد يكون قوله: علي كل أفنان العضاه، في موضع خبر أن، كما تقول: أبى الله إلا أن فضل زيد علي كل فضل، أي: ظاهر علي كل فضل، ويكون "تروق" خبراً ثانياً لـ "أنَّ" أو في موضع نصب على الحال، فالأفنان على هذا القول جمع فنن، وهو الغصن، وعلى القول