وقال في "القاموس": "وقال آنفًا كصاحب وكتف، وقرئ بهما، أي: مذ ساعة، أي: في أول وقت يقرب منا" كأنّه يميل إلى نصبه على الظرفية. وقال الزجاج: هو من استأنفت الشيء، إذا ابتدأته، والمعنى: ماذا قال في أول وقت يقرب منا. وعلى هذا رجحت كفة القائلين بالظرفية اهـ. ينظر: "إعراب القرآن الكريم وبيانه"، (٩/ ٢١١)، ط. دار الإرشاد - سوريا (١٤٠٨ هـ). (١) لا حاجة إلى تقدير القول؛ فهو مذكور بلفظه في هذه الرِّواية، إِلَّا أنّه يعني أن جملة "فقال" معطوفة على محذوف تقديره: عرض له قول، وهذا خلافًا لمن منع حذف الفاعل، ومنهم أبو حيان؛ كما قال في تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} [الأنعام: ٩٤] على قراءة من فتح "بينكم". (٢) اختلف في فاعل الفعل الّذي هو "بدا"، فقيل: محذوف، و"ليسجننه" قائم مقامه، أي: بدا لهم سجنه، فحذت وأقيم "ليسجننه" مقامه، ولا يجوز أن يكون هو الفاعل؛ لأنّه جملة والجملة لا تكون فاعلًا خلافًا لسيبويه، ، وقيل: مضمر فيه، وهو مصدر "بدا"، أي: بدا لهم بداء، أي: ظهر لهم رأي، وقد أظهره الشاعر في قوله: لعلّك والموعودُ حق لقاؤه ... بدا لك من تلك القلوص بداء ودل "ليسجننه" على تفسير هذا البداء. ينظر: "الفريد في إعراب القرآن المجيد" (٣/ ٦٢)، لابن أبي العز الهمذاني (ت ٦٤٣ هـ)، تحقيق د. محمّد حسن النمر، د. فؤاد على مخيمر، دار الثقافة- الدوحة ط. أولى سنة (١٩٩١ م).