للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو حال من "الهاء" في "يلبسهم" (١).

وقوله: "فقلت: حمى أو طاعونًا": هما منصوبان بفعل محذوف تقديره: فيسلط اللَّه (٢)، أو فيلقي.

وفي حديث معاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه عنهما:

(٣٦١ - ١) " أمَا إِنِّي لَمْ أسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ" (٣):

"تهمة" منصوب على أنّه مفعول له، أي: لأجل التهمة، ويجوز أن يكون مصدرًا في موضع الحال، أي: متهمًا.

وفيه: "وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُول اللَّهِ - صلّى الله عليه وسلم - أَقَل عَنْهُ حَديثًا":

"أحد" أسم "كان"، و"بمنزلتي" (٤) نعت لـ "أحد"، و"أقل" خبر "كان"، و"حديثًا" تمييز، وهو فعيل (٥) مصدر بمعنى التحديث.


= وهذا سند منقطع؛ فإن أبا قلابة لم يذكر ممّن سمع هذا الحديث ...
راجع "تهذيب الكمال" (١٤/ ٥٤٥) إِلَّا أن له شاهدًا صحيحًا، من حديث خباب بن الأرت يرفعه، وفيه: "وسألت ربي ألَّا يلبسنا شيعًا، فمنعنيها".
أخرجه النسائي (١٦٣٨)، وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي" (١٥٤٤)، وهو عند ابن ماجه (٣٩٥٢) من حديث ثوبان، وصححه الألباني أيضًا في "صحيح سنن ابن ماجه" (٣١٩٢).
(١) اللبس هنا: الخلط، ومنه قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ... } [الأنعام: ٦٥]، وهذا اللبس بأن يطلق لبعضهم أن يحارب بعضًا، أو يريهم آية يتفرقون عندها فَيُرَوا شيعًا. قال النحاس: و"شيعًا" نصب على الحال أو المصدر. قال أبو حيان: ويحتاج في كونه مصدرًا إلى نقل من اللُّغة ... ويحتمل أن يكون المفعول الثّاني "شيعًا"، كأن النَّاس يلبس بعضهم بعضًا؛ كما قال الشاعر: [المتقارب]
لبست أُنَاسًا فأبليتهم ... وغادرت بَعْدَ أُنَاسٍ أناسا
وهي عبارة عن الخلطة والمعايشة.
قلت: وعلى قول أبي حيان هذا يجب أن تكون القراءة بضم الياء، وهي قراءة أبي عبد الله المدني.
ينظر: "التبيان" (١/ ٥٠٥)، و"إعراب القرآن" للنحاس (٢/ ٧٢)، و"البحر المحيط" (٤/ ١٥١).
(٢) في ط: الآن. وكذا في "عقود الزبرجد" (٢/ ٣٦).
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (٢٧٠١)، والنسائي (٥٤٢٦)، وأحمد (١٦٣٩٣).
(٤) في خ: في منزلتي.
(٥) في خ: فعل.

<<  <   >  >>