ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (٣/ ١٣٧٨)، و"أسدّ الغابة" (٤/ ٣٤١)، و"الإصابة" (٦/ ٤٢). (٢) ليس في الروايات "أحدبًا" بالدال المهملة، ولم يذكرها ابن الأثير، وإنّما الوارد بالراء، وحينئذ يكون ضبط هذه الكلمة هكذا: "أحَرْبَا" أو "أحَرِبَا"، وعلى الضبط الأوّل يعني: أَعَدُوًّا؟ ، وعلى الثّاني يعني: أغضبان على قومك؟ ؛ يقال: حَرِبَ الرَّجل يَحْرَبُ حَرَبًا، اشتد غضبه. قلت: والظاهر أن "أحَدَبًا" تصحيف؛ فإنّه يقال: حَدِب فلان على فلان يَحْدَبُ حَدَبًا، فهو حَدِبٌ، وتحدَّب: تعطَّف، وحنا عليه. وسياق القصة لا يحتمل؛ فإن أبا هريرة كان يقول: حدِّثوني عن رجل دخل الجنَّة لم يصل قط، فإذا لم يعرفه النَّاس سألوه: من هو؟ فيقول: أصيرم بني عبد الاشهل عمرو بن ثابت بن وقش. قال الحصين: فقلت لمحمود بن لبيد: كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإسلام على قومه، فلما كان يَوْمُ أحد وخرج رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إلى أحد، بدا له الإسلام فأسلم، فأخذ سيفه، فغدا حتّى أتى القوم، فدخل في عرض النَّاس، فقاتل حتّى أثبتته الجراحة. قال: فبينما رجال بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به، فقالوا: إن هذا للأصيرم، وما جاء، لقد تركناه وإنه لمنكر هذا الحديث؟ فسألوه ما جاء به؟ قالوا: ما جاء بك يا عمرو؟ أحربًا على قومك أو رغبة في الإسلام؟ قال: بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله ورسوله وأسلمت، ثمّ أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقاتلت حتّى أصابني ما أصابني. قال: ثمّ لم يلبث أن مات في أيديهم، فذكروه لرسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال: "إنّه لمن أهل الجنَّة". (٣) إسناده حسن: أخرجه أحمد (٢٣١٢٣). (٤) في خ: قبل.