للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر أقوام عرفوا بالقرب من غيرهم: في حديث خادم النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -:

(٣٨٠ - ١) قَالَ: حَاجَتِي أَنْ تَشْفَعَ لي يوم القيامة. قَالَ: وَمَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا؟ قال: ربِّي. قَالَ: إِمَّا لَا فَأَغِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ" (١):

سمعتْ هذه الكلمة من العرب ممالة، وهي مستعملة في معنى الشرط (٢)، وجوابها محذوف، والتقدير ههنا: إِلَّا تترك سؤالك تنل شفاعتي فأعني. وكل موضع تستعمل فيه فعلى هذا المعنى (٣).

* * *


(١) إسناده صحيح: أخرجه أحمد (١٥٦٤٦)، ولا يضر جهالة خادم النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -، والقصة ثابتة عن غير واحد ممّن كانوا يخدمون النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -، منهم ثوبان عند مسلم (٤٨٨)، وربيعة بن كعب الأسلمي، عند مسلم (٤٨٩)، وأبي داود (١٣٢٠)، والنسائي (١١٣٨).
(٢) في خ: الشرط للشرط.
(٣) الإمالة - وتسمي الكسر والبطح والإضجاع -: أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة، فإذا كان بعد الفتحة ألف، ذهب بها إلى جهة الياء.
قال ابن نور الدين: وأمّا قولهم: "إمّا لى" فهو: إن لا وما صلة، وجعلتا مع "ما" كلمة واحدة فأميلت، ولو انفردت "لا" لم يجز فيها الإمالة. وهذه الكلمة لا تكون إِلَّا جوابًا لكلام، كأن قائلًا قال: لا أفعل هذا، فقال الآخر: افعل هذا إمّا لا. يريد إِلَّا تفعل هذا فافعل هذا.
ينظر: "مصابيح المغاني" (ص ١٤٦)، و"شرح الأشموني" (٢/ ٥٢٥)، و"شرح المفصل" (٩/ ٦٥)، و"عقود الزبرجد" (٢/ ٤٤٧)، و"شواهد التوضيح" (ص ١٧٧).

<<  <   >  >>