ومنهم حمزة القاري، فيما يقال، ومات حمزة بالكوفة وله بها عقب.
وقال الكلبي: إن أكثم خرج يريد رسول الله ﷺ، فمات قبل أن يصل إليه، فنزلت فيه الآية: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ﴾ (١).
ويروي غيره أن ذلك العيص بن فلان، أو فلان بن العيص، وقال بعضهم: نزلت في عدة خرجوا مهاجرين فماتوا في الطريق.
وقال أبو اليقظان: حنظلة الكاتب بن ربيعة بن رياح، وأكثم عمه، وغيره يقول الربيع.
واستشار بنو تميم والرباب أكثم بن صيفي بعد يوم الصفقة، حين قتلوا وطمعت فيهم العرب في موضع يجتمعون فيه في أمرهم، وهو يومئذ شيخ كبير، فنزع أكثم ثيابه وأراهم جسده وقال: إن قلبي قد نحل وضعف كما نحل جسمي وضعف، وإنما هو بضعة مني ولكن ليحضرني ذوو الرأي من كل قبيل منكم وليشيروا بما عندهم فعسيت إذا سمعت حزما أن أعرفه فجاء أهل الرأي منهم، فاجتمعوا وتكلموا وهو ساكت لا يقول شيئا حتى قام النعمان بن مالك أحد بني جسّاس التيمي من الرباب فتكلم برأيه فقال أكثم: صدق أبو جونة، فاجتمعوا بالكلاب.
وحدثني محمد بن الاعرابي قال: قال أكثم بن صيفي: البخل فطنة والسخاء تغافل.