للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالت: لا بل أختارك على أضعافه، قال: فضعيه في بيت المال.

فلما ولي يزيد بن عبد الملك قال لها: إن شئت رددته عليك، وإن شئت أعطيتك قيمته.

قالت: أطيب به نفسا في حياته ثم أرجع فيه بعد وفاته، لا حاجة لي فيه، فقسمه يزيد بين ولده، وأهله.

قالوا: وكان عمر بن عبد العزيز يتلو كثيرا وهو جالس للناس:

﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ. ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ. ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ)﴾ (١) يبكي.

المدائني عن يزيد بن قحيف قال: بلغني أن عمر بن عبد العزيز كان يتمثل كثيرا بقول الشاعر:

تسرّ بما يبلى وتشغل بالهوى … كما غرّ باللذّات في النوم حالم

نهارك يا مغرور سهو وغفلة … وليلك نوم والرّدى لك لازم

ولست إلى الأمر الرشيد بمرعو … كذلك في الدنيا تعيش البهائم

المدائني عن مسلمة بن عثمان القرشي قال: بلغني أن عمر لما ولي الخلافة نظر إلى ما كان له من عبيد وإماء، ورقيق، ومتاع، ولباس، وعطر، وغير ذلك فأمر به فبيع فبلغ ثمنه ثلاثة وعشرين ألف دينار، فجعل ذلك في السّبيل.

المدائني عن أبي اسماعيل الهمداني عن أبيه قال: رأيت عمر بن عبد العزيز وقد ركب يوما وقد بدت ساقه أو ركبته من ضيق أسفل قميصه.

المدائني عن بشر بن عبد الله قال: مشى رجال من بني مروان إلى عمر بن عبد العزيز حين أسرع في بيت المال بما ردّ من المظالم فقالوا: يا أمير


(١) سورة الشعراء - الآيات:٢٠٥ - ٢٠٧.