أخذ يمينا وشمالا، وثقل عليهم أن يرجعوا عن طريقهم التي سلكوها وسألوني اتباعهم، وفي اتباعهم النار، فما ترين؟ قالت: أرى أنهم أحقّ أن يتّبعوك. ثم قال: حاجتك؟ قالت: ما أنا بذاكرة بعد ما سمعت شيئا.
المدائني عن مسلمة أن عمر بن عبد العزيز قال لعبد الملك ابنه: يا بنيّ إنّ الشباب عون على مساوئ الأخلاق، فاذكر فضل الله علينا واغتنم فراغ نفسك، وإيّاك والغفلة عن أمر معادك، فإن الله قد أحسن إلينا في اللطيف والجليل من أمرنا.
المدائني عن عمر بن مجاشع أنّ مسلمة بن عبد الملك دخل على عمر فدعا عمر بالغداء فأتي بخلّ وزيت فأكلا، ثم قال: يا أبا سعيد هل تشتهي شيئا أو كنت تأكل شيئا لو أتيت به؟ قال: لا. قال: فأرى ما في يديك من الدنيا لا تقدر على أن تصيب منه من المطعم والمشرب إلا بقدر ما يطيق بدنك فعلام يهلك من أهلك نفسه؟ أبو الحسن المدائني: أن عمر بن عبد العزيز قال: ما أحبّ أن يهوّن عليّ الموت لأنه آخر ما أؤجر عليه.
قال: وقال عمر: لا يكون الرجل تقيا حتى يسلم الناس من لسانه ويده.
المدائني عن مسلمة بن محارب قال: قال عمر: ما كان الحجاج صاحب دين ولا دنيا، لأن صاحب الدين من لم يسفك الدماء ولم ينتهك المحارم. ثم قدم العراق والخراج كثير دارّ فما زال بالخرق والاعتداء حتى صار إلى خمسة وعشرين ألف ألف درهم.