وقدم رفاعة وأصحابه الكوفة من عين الوردة، وهو محبوس، فكتب إليهم: أمّا بعد فمرحبا بالعصبة الذين حكم الله لهم بالأجر حين رحلوا، ورضي انصرافهم حين أقبلوا، إنّ سليمان بن صرد رحمه الله تعالى قضى ما عليه وتوفّاه الله إليه، فجعل روحه مع أرواح الأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين، ولم يكن بصاحبكم الذي تنتظرون، ولكنّي الآمر والمأمور وقاتل الجبّارين فأعدّوا واستعدّوا فإنّي أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه والطلب بدماء أهل البيت، والدفع عن الضعفة وجهاد المحلّين فأجابوه إلى ما دعاهم إليه، وقالوا: إن شئت أخرجناك من محبسك، فقال: أنا أخرج في أيّامي هذه، وكانت صفية بنت أبي عبيد أخته امرأة عبد الله بن عمر بن الخطّاب، فكتب إلى عبد الله بن عمر يعلمه أنّ ابن يزيد وابن محمد بن طلحة حبساه لغير جناية، فكتب إليهما يسألهما إخراجه، فأخرجاه، فكان من أمره ما كان (١).
(١) بهامش الأصل: بلغ العرض الثالث ولله كل حمد وفضل.