للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشهادة وكفّ عيسى عن الطلب بدمه. وقال أبو الغول الأعرابي يرثي عبد الله بن المقفع:

وجمت وراعك الخطب الجليل … وأجرى دمعك الحزن الدخيل

كأنّ دموع عينك إذ تداعت … جمان خانه سلك سحيل

عشيّة قلت للداعي ينادي … بعبد الله ويحك ما يقول

فقال ابن المقفع فاحتسبه … فليس إلى لقائكه سبيل

قتيل مغالة في السّر غدرا … وقد يغتال ذا العزّ الذليل

لقد أودى به كرم وبرّ … وعلم زانه رأي أصيل

وجود يد بمنفسها إذا ما … نفيس المال ضنّ به البخيل

أبو الأضياف يغمرهم قراه … رحيب بالعظيم له حمول

وقال أيضا، ويقال غيره:

لعمري لمن أوفى لجار إجارة … لقد غرّ عيسى جاره ابن المقفع

فلو بابن موسى كان شدّ حباله … لعاذ بمشبوح الذراع سميدع

دعا دعوة عيسى وهم يسحبونه … برمّته سحب الفصيل المقرّع

فلو كابن حرب كان أو كابن ظالم … لما اغتيل عبد الله في شرّ مصرع

ولو كابن موسى كان أوفى لجاره … فآب سليما لحمه لم يقطع

فإذ لم تكن مثل السموأل وافيا … فعش غادرا ما عشت في الناس أودع

أهابوا به حتى إذا قيل قد علا … مع النجم خلّوه وقالوا له قع

وكان إذا ما راح راحت بغاله … بذي كرم جم الفضائل أروع

فعينيّ إن أنزفتما الدمع منكما … فسحّا دما يا مقلتي بأربع